وقال الضحاك وابن كيسان : هو من الغرم (١).
و «المغرم» : الذي ذهب ماله بغير عوض ، أي : غرمنا الحبّ الذي بذرناه.
وقال مرة الهمداني : محاسبون.
قوله : (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ).
أي : حرمنا ما طلبنا من الريع ، والمحروم المحدود الممنوع من الرّزق ، والمحروم ضد المرزوق. قاله قتادة (٢).
وعن أنس أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم مرّ بأرض الأنصار ، فقال : «ما يمنعكم الحرث»؟ قالوا : الجدوبة ، فقال : «لا تفعلوا ، فإنّ الله ـ تعالى ـ يقول : أنا الزّارع ، إن شئت زرعت بالماء ، وإن شئت زرعت بالرّيح ، وإن شئت زرعت بالبذر» ، ثم تلا : (أَفَرَأَيْتُمْ ما تَحْرُثُونَ ، أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)(٣).
قال القرطبي (٤) : «وفي هذا الحديث والذي قبله ما يصحح قول من أدخل الزّارع في أسماء الله ـ تعالى ـ» وأباه جمهور العلماء.
قوله تعالى : (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (٦٩) لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ)(٧٠)
قوله : (أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ).
لتحيوا به أنفسكم ، وتسكنوا به عطشكم (٥).
(أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ).
أي : السحاب ، وهو اسم جنس ، واحده : مزنة.
قال : [المتقارب]
٤٦٩٩ ـ فلا مزنة ودقت ودقها |
|
ولا أرض أبقل إبقالها (٦) |
وعن ابن عباس ومجاهد وغيرهما أيضا والثوري : المزن : السّماء والسّحاب (٧).
وقال أبو زيد : المزنة : السحابة البيضاء ، والجمع مزن.
والمزنة : المطرة.
__________________
(١) ذكره البغوي في «تفسيره» (٤ / ٢٨٨).
(٢) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٤٢.
(٣) ينظر تفسير القرطبي (١٧ / ١٤٢.
(٤) ينظر المصدر السابق.
(٥) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٤٣.
(٦) تقدم.
(٧) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١١ / ٦٥٥).