٤٧١٨ ـ وما أدري أغيّرهم تناء |
|
وطول العهد أم مال أصابوا (١) |
أي : أصابوه ، ومثله كثير ، وهي في مصاحف «الشام» مرسومة : «وكلّ» دون ألف فقد وافق كل مصحفه ، و «الحسنى» مفعول ثان ، والأول محذوف على قراءة الرفع.
وأمّا النصب فالأول مقدّم على عامله.
ومعنى الآية (٢) : أن المتقدمين (٣) السّابقين والمتأخرين اللّاحقين وعدهم الله جميعا الجنة مع تفاوت الدرجات.
(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) أي : أنه لما وعد السّابقين والمحسنين بالثواب فلا بد وأن يكون عالما بالخيرات ، وبجميع المعلومات حتى يمكنه إيصال الثّواب إلى المستحقين ، إذ لو لم يكن عالما بهم ، وبأفعالهم على سبيل التفصيل لما أمكن الخروج من عهدة الوعد بالتّمام ، فلهذا السّبب أتبع هذا الوعد بقوله : (وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(٤).
قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١١) يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمانِهِمْ بُشْراكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَراءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ)(١٣)
قوله تعالى : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً). وقد تقدم في «البقرة».
ندب إلى الإنفاق في سبيل الله.
وقال ابن عطية (٥) : هنا بالرّفع على العطف ، أو القطع والاستئناف.
وقرأ عاصم (٦) : «فيضاعفه» بالنصب بالفاء على جواب الاستفهام ، وفي ذلك قلق.
قال أبو علي (٧) : لأن السؤال لم يقع على القرض ، وإنما وقع عن فاعل القرض ، وإنما تنصب الفاء فعلا مردودا على فعل مستفهم عنه ، لكن هذه الفرقة حملت ذلك على المعنى ، كأن قوله : (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ) بمنزلة قوله : «أيقرض الله أحد». انتهى.
__________________
(١) تقدم.
(٢) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٥٧.
(٣) في أ : الفئتين.
(٤) ينظر : الرازي ٢٩ / ١٩٢.
(٥) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٢٦٠.
(٦) ينظر : الحجة ٦ / ٢٦٧ ، وإعراب القراءات ٢ / ٣٥٠ ، وحجة القراءات ٦٩٩ ، والعنوان ٧٤ ، وشرح شعلة ٢٩٣ ، وإتحاف ٢ / ٥٢٠.
(٧) الحجة للقراء السبعة ٦ / ٢٦٨.