فسيرى منكرا ، ويجب على أحدكم إذا رأى المنكر لا يستطيع أن يغيره أن يعلم الله من قلبه أنه له كاره.
وقال مقاتل : يعني مؤمني أهل الكتاب طال عليهم الأمد ، واستبطئوا بعث النبيصلىاللهعليهوسلم (فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) يعني : الذين ابتدعوا الرّهبانية أصحاب الصوامع (١).
وقيل : من لا يعلم ما يتديّن به من الفقه ، ويخالف من يعلم.
[وقيل : هم من لا يؤمن في علم الله تعالى ، وقال ابن عباس : مالوا إلى الدنيا ، وأعرضوا عن مواعط الله (٢).
وقيل :](٣) طالت أعمارهم في الغفلة ، فحصلت القسوة في قلوبهم بذلك السبب.
[وقيل غير ذلك.
وقوله : (وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) أي : خارجون عن دينهم رافضون لما في الكتابين،](٤) وكأنه أشار إلى أن عدم الخشوع في أول الأمر يفضي إلى الفسق في آخر الأمر.
قوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها).
أي : يحييها بالمطر.
وقال صالح المري : يلين القلوب بعد قسوتها.
وقال جعفر بن محمد : يحييها بالعدل بعد الجور.
وقيل : المعنى (٥) : وكذلك يحيي الكافر بالهدى إلى الإيمان بعد الكفر والضلالة.
وقيل : كذلك يحيي الموتى من الأمم ، ويميز بين الخاشع قلبه ، وبين الفاسق قلبه.
(قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) أي : إحياء الله الأرض بعد موتها دليل على قدرة الله ، وأنه يحيي الموتى.
قوله تعالى : (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقاتِ وَأَقْرَضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (١٨) وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١٩) اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ
__________________
(١) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٧ / ١٦٢).
(٢) ينظر : المصدر السابق.
(٣) سقط من أ.
(٤) سقط من أ.
(٥) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٦٣.