قوله تعالى : (سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) الآية.
أي : سارعوا بالأعمال الصالحة التي توجب المغفرة لكم من ربكم.
وقيل : سارعوا بالتّوبة ؛ لأنها تؤدّي إلى المغفرة. قاله الكلبي (١).
وقال مكحول : هي التكبيرة الأولى مع الإمام.
وقيل : الصف الأول.
فصل فيمن استدل بالآية على أن الأمر على الفور (٢)
احتج القائلون بأن الأمر على الفور بهذه الآية ؛ لأنها دلت على وجوب المسارعة ، فوجب أن يكون التراخي محظورا (٣).
قوله : (وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ).
(عَرْضُها كَعَرْضِ :) مبتدأ وخبر ، والجملة صفة ، وكذلك «أعدّت» ، ويجوز أن تكون «أعدت» مستأنفة (٤).
فصل في عرض الجنة
قال مقاتل : إنّ السّموات السّبع والأرضين السبع لو جعلت صفائح ، وألزق بعضها إلى بعض لكانت عرض جنة واحدة من الجنّات ، والعرض أقل من الطول ، ومن عادة العرب أنها تعبر عن الشيء بعرضه دون طوله (٥) ؛ قال : [الطويل]
٤٧٢٤ ـ كأنّ بلاد الله وهي عريضة |
|
على الخائف المطلوب كفّة حابل (٦) |
وقال عطاء عن ابن عباس : يريد أنّ لكل واحد من المطيعين جنّة بهذه الصّفة (٧).
__________________
(١) ينظر : القرطبي ١٧ / ١٦٦.
(٢) ينظر اللمع ص ٨ البرهان ١ / ٢٣١ ـ ٢٤١ المحصول ١ / ٢ / ١٨٩ المستصفى ٢ / ٩ التبصرة ص ٥٢ المسودة ص ٢٤ إرشاد الفحول ص ٥٩ أصول السرخسي ١ / ٢٦ المعتمد ١ / ١٢٠ جمع الجوامع ١ / ٣٨١ المنخول ص ١١١ المنتهى لابن الحاجب ص ٦٨ الإبهاج ٢ / ٥٧ روضة الناظر (١٠٥) تيسير التحرير ١ / ٣٥٦ فواتح الرحموت ١ / ٣٨١ التمهيد للإسنوي ص ٨٠ الأحكام للآمدي ٢ / ١٥٣ نهاية السول ٢ / ٢٨٧ شرح التنقيح ص ١٢٨ العدة لأبي يعلى ١ / ٢٨١ القواعد والفوائد الأصولية ص ١٨٩ التلويح على التوضيح ٢ / ١٨٨ ـ ١٨٩ شرح العضد ٢ / ٨٣ المدخل ص ١٠٢ ـ ١٠٣ مختصر البعلى ص (١٠١).
(٣) ينظر : تفسير الرازي ٢٩ / ٢٠٤.
(٤) ينظر : الدر المصون ٦ / ٢٧٩.
(٥) ذكره الرازي في «تفسيره» (٢٩ / ٢٠٤).
(٦) يروى الشطر الأول من البيت :
كأن فجاج الأرض وهي عريضة
ينظر اللسان (كفف) والقرطبي ١٧ / ١٦٦.
(٧) ينظر : المصدر السابق.