وفي روآية : فقام رجل من الأنصار يقال له : أبو طلحة ، فانطلق به إلى رحله.
وذكر المهدوي : أنها نزلت في ثابت بن قيس ، ورجل من الأنصار يقال له : أبو المتوكل ، ولم يكن عند أبي المتوكل إلا قوته.
وذكر القشيري قال : أهدي لرجل من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأس شاة فقال : إن أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا منا ، فبعثه إليه ولم يزل يبعث به واحد إلى آخر حتى تداولها (١) سبعة أبيات حتى رجعت إلى أولئك ، فنزلت : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) الآية.
وذكر الثعلبي عن أنس ، قال : أهدي لرجل من الصحابة رأس شاة ، وكان مجهودا فوجه به إلى جار له ، فتداوله سبعة أنفس في سبعة أبيات ، ثم عاد إلى الأول ، فنزلت الآية (٢).
فصل في معنى الإيثار (٣)
الإيثار هو تقديم الغير على النفس وحظوظها الدنيوية رغبة في الحظوظ الآخروية ،
__________________
ـ أَنْفُسِهِمْ» حديث (٣٧٩٨) ، (٨ / ٥٠٠) ، كتاب التفسير ، باب : وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ حديث (٤٨٨٩) ، ومسلم (٣ / ١٦٢٤) ، كتاب الأشربة ، باب : إكرام الضيف وفضل إيثاره حديث (١٧٢ / ٢٠٥٤) ، والترمذي (٥ / ٣٨١) ، رقم (٣٣٠٤) ، مختصرا والطبري في «تفسيره» (١٢ / ٤١) ، والنسائي في «الكبرى» (٦ / ٣٨٦) ، من طريق أبي حازم عن أبي هريرة به.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
(١) في أ : تناولها.
(٢) أخرجه الحاكم في «المستدرك» (٢ / ٤٨٤) ، عن ابن عمر من طريق عبيد الله بن الوليد عن محارب بن دثار عنه.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ورده الذهبي بقوله : قلت عبيد الله ضعفوه.
وعبيد الله بن الوليد هو الوصافي أبو إسماعيل الكوفي. قال الحافظ في «التهذيب» (٧ / ٥٥) : قال أبو طالب عن أحمد: ليس بمحكم الحديث يكتب حديثه للمعرفة وقال ابن معين وأبوزرعة وأبو حاتم : ضعيف الحديث.
وقال ابن معين مرة : ليس بشيء.
وقال عمرو بن علي والنسائي : متروك الحديث ، وقال النسائي في موضع آخر : ليس بثقة.
وقال العقيلي : في حديثه مناكير لا يتابع على كثير من حديثه.
وقال ابن حبان : يروي عن الثقات ما لا يشبه الأثبات حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها فاستحق الترك.
وقال الحاكم : روى عن محارب أحاديث موضوعة.
قلت : ومع قول الحاكم فيه فقد صحح له كما سبق في «المستدرك».
والحديث ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٢٨٩) ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه والبيهقي في «شعب الإيمان».
(٣) ينظر : الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١٨ ، ١٩.