٤٥١٨ ـ إلى الملك القرم وابن الهمام |
|
وليث الكتيبة في المزدحم (١) |
فتكون الفاء على هذا الترتيب (٢) الأمور في الوجود.
فإن قيل : إن كان (وِقْراً) مفعولا فلم لم يجمع وما قيل : أوقارا؟.
فالجواب : لأن جماعة من الرياح قد تحمل وقرا واحدا ، وكذا القول في المقسّمات أمرا إذا قيل : إنه مفعول به ، لأنه قد تجمع جماعة من الملائكة على أمر واحد (٣).
قوله : (إِنَّما تُوعَدُونَ) هذا جواب القسم ، و «ما» يجوز أن تكون اسمية (٤) ، وعائدها محذوف ، أي توعدونه وأن تكون مصدرية فلا عائد على المشهور ، وحينئذ يحتمل أن يكون توعدون مبنيّا من الوعد ، وأن يكون مبنيا من الوعيد (٥) ، لأنه يصلح أن يقال : أوعدته فهو يوعد ، ووعدته فهو يوعد لا يختلف ، فالتقدير : إن وعدكم أو إن وعيدكم (٦). ولا حاجة إلى قول من قال : إنه قوله : (لَصادِقٌ) وقع فيه اسم الفاعل موقع المصدر أي لصدق لأن لفظ اسم الفاعل أبلغ إذا جعل الوعد أو الوعيد صادقا مبالغة وإن كان الوصف إنما يقوم بمن يعد أو يوعد (٧).
قال ابن الخطيب : وبناؤه من «أوعد» هو الحق ؛ لأن اليمين مع المنكر بوعيد (٨) لا بوعد ، و «الصادق» معناه ذو صدق «ك (عِيشَةٍ راضِيَةٍ) ، ووصف به الفاعل كوصف الفاعل بالمصدر في إفادة المبالغة (٩).
قوله : (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) أي الحشر والجزاء كائن.
قوله تعالى : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ (٧) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (٨) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ)(٩)
ثم ابتدأ قسما آخر وهو قوله : (وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) العامة على الحبك ـ بضمتين ـ قال ابن عباس وقتادة وعكرمة : ذات الخلق الحسن المستوي ، يقال للنساج إذا نسج الثوب فأجاد : ما أحسن حبكه. وقال سعيد بن جبير : ذات الزّينة أي المزينة بزينة
__________________
(١) سبق كسابقه ، وشاهده مثله من عطف الصفات بعضها على بعض فقد عطف «ليث الكتيبة» على ابن الهمام وابن الهمام على القرم.
(٢) كذا في النسختين والأصح : لترتيب باللام الجارة.
(٣) بالمعنى من تفسيره السابق.
(٤) أي موصولة اسمية.
(٥) قال أبو حيان : لقوله : «فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخافُ وَعِيدِ».
(٦) بالمعنى من البحر ٨ / ١٣٤ ، وانظر أيضا ٢٨ / ١٩٧ وفي الإعراب الكشاف ٤ / ١٤.
(٧) البحر المرجع السابق.
(٨) في الرازي بوعيد وفي النسختين : موعد وقد حققت الكلمة كما في الرازي.
(٩) عبارة الرازي : ووصف المصدر بما يوصف به الفاعل بالمصدر ففيه إفادة مبالغة ، انظر : الرازي المرجع السابق ٢٨ / ١٩٦ و ١٩٧.