أى هذا الذي وعظتم به كفاية في الموعظة. أو هذا تبليغ من الرسول عليه السلام (فَهَلْ يُهْلَكُ) إلا الخارجون عن الاتعاظ به ، والعمل بموجبه. ويدل على معنى التبليغ قراءة من قرأ : بلغ فهل يهلك : وقرئ : بلاغا ، أى بلغوا بلاغا : وقرئ : يهلك ، بفتح الياء وكسر اللام وفتحها ، من هلك وهلك. ونهلك بالنون (إِلَّا الْقَوْمُ الْفاسِقُونَ).
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة الأحقاف كتب له عشر حسنات بعدد كل رملة في الدنيا» (١).
سورة محمد صلى الله عليه وسلم
مدنية عند مجاهد. وقال الضحاك وسعيد بن جبير : مكية. وهي سورة القتال
وهي تسع وثلاثون آية. وقيل ثمان وثلاثون [نزلت بعد الحديد]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (١) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ)(٢)
(وَصَدُّوا). وأعرضوا وامتنعوا عن الدخول في الإسلام : أو صدّوا غيرهم عنه. قال ابن عباس رضى الله عنه : هم المطعمون يوم بدر. وعن مقاتل : كانوا اثنى عشر رجلا من أهل الشرك يصدّون الناس عن الإسلام ويأمرونهم بالكفر. وقيل : هم أهل الكتاب الذين كفروا وصدّوا من أراد منهم ومن غيرهم أن يدخل في الإسلام. وقيل : هو عامّ في كل من كفر وصدّ (أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ) أبطلها وأحبطها. وحقيقته : جعلها ضالة ضائعة ليس لها من يتقبلها
__________________
(١) أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أبى بن كعب رضى الله عنه.