(إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (٥٤) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ)(٥٥)
(وَنَهَرٍ) وأنهار ، اكتفى باسم الجنس. وقيل : هو السعة والضياء من النهار. وقرئ بسكون الهاء. ونهر : جمع نهر ، كأسد وأسد (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ) في مكان مرضىّ. وقرئ :
في مقاعد صدق (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) مقرّبين عند مليك مبهم أمره في الملك والاقتدار ، فلا شيء إلا وهو تحت ملكه وقدرته ، فأى منزلة أكرم من تلك المنزلة وأجمع للغبطة كلها والسعادة بأسرها. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة القمر في كل غب (١) بعثه الله يوم القيامة ووجهه مثل القمر ليلة البدر» (٢)
سورة الرحمن
مدنية وآياتها ٧٨ [نزلت بعد الرعد]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (٢) خَلَقَ الْإِنْسانَ (٣) عَلَّمَهُ الْبَيانَ (٤) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ (٥) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (٦) وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ (٧) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ (٨) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ (٩) وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (١٠) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذاتُ الْأَكْمامِ (١١) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)(١٣)
__________________
(١) قوله «في كل غب بعثه الله» في الصحاح «الغب» : أن ترد الإبل الماء يوما وتدعه يوما. والغب في الزيارة : قال الحسن : في كل أسبوع. (ع)
(٢) أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أبى بن كعب.