والأباريق ، ذوات الخراطيم (لا يُصَدَّعُونَ عَنْها) أى بسببها ، وحقيقته : لا يصدر صداعهم عنها. أو لا يفرّقون عنها. وقرأ مجاهد : لا يصدعون ، بمعنى : لا يتصدعون لا يتفرقون ، كقوله (يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ) ويصدعون ، أى : لا يصدع بعضهم بعضا ، لا يفرّقونهم (يَتَخَيَّرُونَ) يأخذون خيره وأفضله (يَشْتَهُونَ) يتمنون. وقرئ : ولحوم طير. قرئ : وحور عين ، بالرفع على : وفيها حور عين ، كبيت الكتاب :
إلّا رواكد جمرهنّ هباء |
|
ومشجّج .......... (١) .. |
أو للعطف على ولدان ، وبالجر : عطفا على جنات النعيم ، كأنه قال : هم في جنات النعيم ، وفاكهة ولحم وحور. أو على أكواب ، لأن معنى (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ بِأَكْوابٍ) ينعمون بأكواب ، وبالنصب على : ويؤتون حورا (جَزاءً) مفعول له ، أى : يفعل بهم ذلك كله جزاء بأعمالهم (سَلاماً سَلاماً) إما بدل من (قِيلاً) بدليل قوله (لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً إِلَّا سَلاماً) وإما مفعول به لقيلا ، بمعنى : لا يسمعون فيها إلا أن يقولوا سلاما سلاما. والمعنى : أنهم يفشون السلام بينهم ، فيسلمون سلاما بعد سلام. وقرئ سلام سلام ، على الحكاية.
(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماءٍ مَسْكُوبٍ (٣١) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (٣٥) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦) عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لِأَصْحابِ الْيَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ)(٤٠)
__________________
ـ السلام قال فقلنا : وأولاد المشركين؟ قال : وأولاد المشركين» أخرجه بهذا اللفظ. ويمكن الجمع بينهما بأن لا منافاة بينهما لاحتمال أن يكونوا في البرزخ كذلك ، ثم بعد الاستقرار يستقرون في الجنة خدما لأهلها.
(١) بادت وغير آيهن مع البلى |
|
إلا رواكد جمرهن هباء |
ومشجج إما سواء قذاله |
|
فبدا وغير ساره المغراء |
الشماخ ، وقيل : لذي الرمة ، وهي من أبيات الكتاب. وباد يبيد : هلك يهلك. والآي : اسم جمع آية وهي علامة والرواكد : الأثافى. وهي الأحجار التي توضع عليها للقدر. والهباء : الرماد المختلط بالتراب. والمشجج : صفة جرت مجرى الاسم لوتد الخباء الذي تشجح رأسه من الدق. فبرز حول رأسه أطراف تشبه القذال ، وهو شعر جوانب الرأس. وسواء الشيء. وسطه. ويروى : غيب ، بدل : غير. والسار بالهمز وتركه : البقية. والمغراء : أرض يخالط ترابها حجارة وحصى ، يقول ؛ هلكت لك الديار وبليت آثارها ، ولم يبق إلا محل النار وبقية وتد الخباء. ويروى : رواكد بالنصب ، فعطف المرفوع على المنصوب اعتمادا على المعنى.