هنّ اللواتي قبضن في دار الدنيا عجائز شمطاء رمصاء (١) ، جعلهنّ الله بعد الكبر» (أَتْراباً) على ميلاد واحد في الاستواء (٢) ، كلما أتاهنّ أزواجهنّ وجدوهنّ أبكارا ، فلما سمعت عائشة رضى الله عنها ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : وأوجعاه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس هناك وجع. وقالت عجوز لرسول الله صلى الله عليه وسلم : ادع الله أن يدخلني الجنة ، لقال : إنّ الجنة لا تدخلها العجائز ، فولت وهي تبكى ، فقال عليه الصلاة السلام : «أخبروها أنها ليست يومئذ بعجوز» (٣) وقرأ الآية (عُرُباً) وقرئ : عربا ، بالتخفيف جمع عروب وهي المتحببة إلى زوجها الحسنة التبعل (أَتْراباً) مستويات في السن بنات ثلاث وثلاثين ، وأزواجهنّ أيضا كذلك. وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا بيضا جعادا مكحلين أبناء ثلاث وثلاثين» (٤) واللام في (لِأَصْحابِ الْيَمِينِ) من صلة أنشأنا وجعلنا.
(وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (٤٤) إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ (٤٦) وَكانُوا يَقُولُونَ أَإِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ
__________________
(١) قوله «عجائز شمطاء رمصا» في الصحاح «الشمط» : بياض شعر الرأس يخالط سواده ، والرجل أشمط ، والمرأة شمطاء. وفيه : الرمص : وسخ يجتمع في الموق ، وقد رمصت عينه ، والرجل أرمص اه ، أى : والمرأة رمصاء ، والجمع شمط ورمص. (ع)
(٢) قوله «ميلاد واحد في الاستواء» لعله متعلق بمعنى التشبيه ، أى : كأنهن على ميلاد واحد في استواء الخلق. (ع)
(٣) أخرجه الترمذي في الشمائل من رواية مبارك بن فضالة عن الحسن بهذا مرسلا وسياقه أتم. وله طرق أخرى. منها في البعث البيهقي من رواية ليث بن أبى سليم عن مجاهد عن عائشة. ومنها في الأوسط من رواية مسعدة ابن اليسع عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عائشة. ورواه خارجة بن مصعب عن سعيد عن قتادة عن أنس. وكلها ضعيفة.
(٤) أخرجه أحمد وابن أبى شبية وأبو يعلى والطبراني في الأوسط من رواية حماد بن سلمة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبى هريرة بهذا. وزاد على خلق آدم ستون ذراعا عرض سبعة أذرع. وذكر ابن أبى حاتم في العلل أن أباه قال : رواه أبو سلمة عن حماد مرسلا ولم يذكر فيه أبا هريرة وكذا أخرجه ابن سعد عن يحيى بن السكن عن حماد. وعلى بن زيد ضعيف. وفي الباب عن معاذ بن جبل. أخرجه الترمذي وقال : غريب. وبعض أصحاب قتادة أرسلوه. وأخرجه البيهقي موصولا ، ثم أخرجه موقوفا على قتادة.