وقرئ : أن لا يقدروا (بِيَدِ اللهِ) في ملكه وتصرفه. واليد مثل (يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) ولا يشاء إلا إيتاء من يستحقه. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة الحديد كتب من الذين آمنوا بالله ورسله» (١).
سورة المجادلة
مدنية ، وآياتها ٢٢ [نزلت بعد المنافقون]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)(١)
(قَدْ سَمِعَ اللهُ) قالت عائشة رضى الله عنها : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات : (٢) لقد كلمت المجادلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في جانب البيت وأنا عنده لا أسمع ، وقد سمع (٣) لها. وعن عمر أنه كان إذا دخلت عليه أكرمها وقال : قد سمع الله لها. وقرئ : تحاورك ، أى : تراجعك الكلام. وتحاولك ، أى : تسائلك ، وهي خولة بنت ثعلبة امرأة أوس بن الصامت أخى عبادة : رآها وهي تصلى وكانت حسنة الجسم ، فلما سلمت راودها فأبت ، فغضب وكان به خفة ولمم (٤) ، فظاهر منها ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إن أوسا تزوجني وأنا شابة مرغوب فىّ ، فلما خلا سنى ونثرت بطني ـ أى : كثر ولدى ـ جعلني عليه (٥) كأمّه. وروى أنها قالت له :
__________________
(١) أخرجه الثعلبي وابن مردويه والواحدي بأسانيدهم إلى أبى كعب.
(٢) قال محمود : «قالت عائشة رضى الله عنها : الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات ... الخ» قال أحمد : ولقد استدل به بعضهم على عدم لزوم ظهار الذمي ، وليس بقوى ، لأنه غير المقصود.
(٣) أخرجه النسائي وابن ماجة والطبري وأحمد وإسحاق والبزار من طريق الأعمش عن تميم بن سلمة عن عروة عن عائشة. وعلقه البخاري ، وأخرجه الحاكم أتم سياقا منه ، وفيه تسميتها وتسمية زوجها.
(٤) قوله «ولمم» أى طرف من الجنون ، أو مس من الجن. أفاده الصحاح (ع)
(٥) أخرجه الدارقطني والبيهقي.