عليها ، من منع واجب وغيره : لم تبق إلا المسارعة إلى الخروج عن عهدة الواجبات والاستعداد للقاء الله. وقرئ : تعملون ، بالتاء والياء. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة المنافقين بريء من النفاق» (١).
سورة التغابن
مختلف فيها ، وهي ثمان عشرة آية [نزلت بعد التحريم]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٢) خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ ما تُسِرُّونَ وَما تُعْلِنُونَ وَاللهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)(٤)
قدم الظرفان ليدل بتقديمهما على معنى اختصاص الملك والحمد بالله عز وجل ، وذلك لأنّ الملك على الحقيقة له ، لأنه مبدئ كل شيء ومبدعه ، والقائم به ، والمهيمن عليه ، وكذلك الحمد ، لأنّ أصول النعم وفروعها منه. وأما ملك غيره فتسليط منه واسترعاء ، وحمده اعتداد بأن نعمة الله جرت على يده (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) يعنى : فمنكم آت بالكفر وفاعل له (٢)
__________________
(١) أخرجه ابن مردويه والثعلبي والواحدي بأسانيدهم إلى أبى بن كعب.
(٢) قوله «فمنكم آت بالكفر وفاعل له» قد أول الآية بمذهب المعتزلة : من أن العبد هو الخالق لفعله الاختياري ، ومذهب أهل السنة : أن العبد ليس له في فعله إلا الكسب ، وخالقه في الحقيقة هو الله عز وجل ، بدليل قوله تعالى (وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) خيرا كان أو شرا ، وكما أن خلق الكافر لا يستوجب الذم كما سيقول فخلق كفره لا يستوجب الذم لأنه لحكمة وإن خفيت علينا. (ع)