عربية أن تشتق (١) من ورى الزند «فوعلة» منه ، على أنّ التاء مبدلة من واو (الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) صراط أهل الإسلام ، وهي صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين.
(وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٢٣) إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ أَلا تَتَّقُونَ (١٢٤) أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخالِقِينَ (١٢٥) اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (١٢٦) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٢٧) إِلاَّ عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ (١٢٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٢٩) سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ (١٣٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٣١) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)(١٣٢)
قرئ إلياس ، بكسر الهمزة ، والياس : على لفظ الوصل : وقيل : هو إدريس النبي. وقرأ ابن مسعود : وإنّ إدريس ، في موضع إلياس. وقرئ : إدراس : وقيل : هو إلياس بن ياسين ، من ولد هرون أخى موسى (أَتَدْعُونَ بَعْلاً) أتعبدون بعلا ، وهو علم لصنم كان لهم كمناة وهبل. وقيل : كان من ذهب ، وكان طوله عشرين ذراعا ، وله أربعة أوجه ، فتنوا به وعظموه حتى أخدموه أربعمائة سادن ، وجعلوهم أنبياءه ، فكان الشيطان يدخل في جوف ـ بعل ـ ويتكلم بشريعة الضلالة ، والسدنة يحفظونها ويعلمونها الناس ، وهم أهل بعلبك من بلاد الشام ، وبه سميت مدينتهم بعلبك. وقيل : البعل الرب ، بلغة اليمن ، يقال : من بعل هذه الدار ، أى : من ربها؟ والمعنى : أتعبدون بعض البعول وتتركون عبادة الله (اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبائِكُمُ) قرئ بالرفع على الابتداء ، وبالنصب على البدل ، وكان حمزة إذا وصل نصب ، وإذا وقف رفع : وقرئ : على الياسين. وإدريسين. وادراسين. وإدرسين ، على أنها لغات في إلياس وإدريس. ولعل لزيادة الياء والنون في السريانية معنى. وقرئ : على الياسين بالوصل ، على أنه جمع يراد به إلياس وقومه ، كقولهم : الخبيبون والمهلبون. فإن قلت : فهلا حملت على هذا إلياسين على القطع وأخواته؟ قلت : لو كان جمعا لعرف بالألف واللام. وأما من قرأ : على آل ياسين ، فعلى أنّ ياسين اسم أبى الياس ، أضيف إليه الآل.
(وَإِنَّ لُوطاً لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (١٣٣) إِذْ نَجَّيْناهُ وَأَهْلَهُ أَجْمَعِينَ (١٣٤) إِلاَّ عَجُوزاً فِي
__________________
(١) قوله «أن تشتق» لعله : يجوز أن تشتق. (ع)