وحيه واتباع دينه. واطرحوا هذا الاستكبار والنخوة ، لا يخشعون ولا يقبلون ذلك ، ويصرون على استكبارهم. وقيل : ما كان على العرب أشدّ من الركوع والسجود : وقيل : نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصلاة ، فقالوا : لا نجي (١) فإنها مسبة (٢) علينا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود (بَعْدَهُ) بعد القرآن ، يعنى أنّ القرآن من بين الكتب المنزلة آية مبصرة ومعجزة باهرة ، فحين لم يؤمنوا به فبأى كتاب بعده (يُؤْمِنُونَ) وقرئ : تؤمنون ، بالتاء. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «من قرأ سورة والمرسلات كتب له أنه ليس من المشركين» (٣)
سورة عمّ يتساءلون
مكية ، وتسمى سورة النبإ ، وهي أربعون ، أو إحدى وأربعون آية
[نزلت بعد المعارج]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)(٣)
(عَمَ) أصله عما ، على أنه حرف جر دخل على ما الاستفهامية ، وهو في قراءة عكرمة وعيسى بن عمر. قال حسان رضى الله عنه :
على ما قام يشتمني لئيم |
|
كخنزير تمرّغ في رماد (٤) |
__________________
(١) قوله «فقالوا لا نجى» نجبى من التجبية : وهي الانحناء اه. (ع)
(٢) هكذا ذكره الثعلبي. وأخرجه أبو داود وأحمد وابن أبى شيبة والطبراني من رواية الحسن عن عثمان بن أبى العاص به وأتم منه.
(٣) أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه عن أبى بن كعب.
(٤)على ما قام يشتمني لئيم |
|
كخنزير تمرغ في رماد |
وتلقاه على ما كان فيه |
|
من الهفوات أو نوك الفؤاد |
جبين الغى لا يغبى عليه |
|
ويغبى بعد عن سيل الرشاد |
لحسان بن المنذر. وقيل : ابن ثابت ، يهجو أحد بنى عائذ بن عمرو بن مخزوم. وما استفهام إنكارى وكان حقها ـ