أهله. وعن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان إذا قرأها قال : «بلى وأنا على ذلك من الشاهدين» (١). عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة والتين أعطاه الله خصلتين : العافية واليقين ما دام في دار الدنيا ، وإذا مات أعطاه الله من الأجر بعدد من قرأ هذه السورة» (٢).
سورة العلق
مكية ، وآياتها ١٩ [وهي أول ما نزل من القرآن]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ)(٥)
عن ابن عباس ومجاهد : هي أول سورة نزلت «وأكثر المفسرين على أن الفاتحة أول ما نزل ثم سورة القلم. محل (بِاسْمِ رَبِّكَ) النصب على الحال ، أى : اقرأ مفتتحا باسم ربك قل بسم الله ، ثم اقرأ. فإن قلت : كيف قال (خَلَقَ) فلم يذكر له مفعولا ، ثم قال (خَلَقَ الْإِنْسانَ)؟ قلت : هو على وجهين : إما أن لا يقدر له مفعول وأن يراد أنه الذي حصل منه الخلق واستأثر به لا خالق سواه. وإما أن يقدر ويراد خلق كل شيء ، فيتناول كل مخلوق ، لأنه مطلق ، فليس بعض المخلوقات أولى بتقديره من بعض. وقوله : (خَلَقَ الْإِنْسانَ) تخصيص للإنسان بالذكر من بين ما يتناوله الخلق ، لأن التنزيل إليه وهو أشرف ما على الأرض. ويجوز أن يراد : الذي خلق الإنسان ، كما قال (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ) فقيل : (الَّذِي خَلَقَ) مبهما ، ثم فسره بقوله (خَلَقَ الْإِنْسانَ) تفخيما لخلق الإنسان. ودلالة على عجيب فطرته. فإن قلت : لم قال (مِنْ عَلَقٍ) على الجمع ، وإنما خلق من علقة ، كقوله (مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ)؟ قلت : لأن
__________________
(١) أخرجه الحاكم عن أبى هريرة بالإسناد المتقدم في القيامة ورواه الطبري من رواية سعيد عن قتادة قال : ذكر لنا ـ فذكره.
(٢) أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه بأسانيدهم إلى أبى بن كعب.