بالهمز ، والقرّاء على التخفيف. والنبىّ ، والبرية : مما استمر الاستعمال على تخفيفه ورفض الأصل وقرئ : خيار البرية : جمع خير ، كجياد وطياب : في جمع جيد وطيب.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ لم يكن كان يوم القيامة مع خير البرية مساء ومقبلا (١)».
سورة الزلزلة
مدنية وقيل مكية ، وآياتها ٨ [نزلت بعد النساء]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(إِذا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ (٦) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)(٨)
(زِلْزالَها) قرئ بكسر الزاى وفتحها ، فالمكسور مصدر ، والمفتوح : اسم ، وليس في الأبنية فعلال بالفتح إلا في المضاعف. فإن قلت : ما معنى زلزالها بالإضافة؟ قلت : معناه زلزالها الذي تستوجبه في الحكمة ومشيئة الله ، وهو الزلزال الشديد الذي ليس بعده. ونحوه قولك : أكرم التقىّ إكرامه ، وأهن الفاسق إهانته ، تريد : ما يستوجبانه من الإكرام والإهانة أو زلزالها كله وجميع ما هو ممكن منه. الأثقال : جمع (٢) ثقل. وهو متاع البيت ، وتحمل أثقالكم جعل ما في جوفها من الدفائن أثقالا لها (وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها) زلزلت هذه الزلزلة الشديدة ولفظت ما في بطنها ، وذلك عند النفخة الثانية حين تزلزل وتلفظ أمواتها أحياء ، فيقولون ذلك
__________________
(١) أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه بسندهم إلى أبى بن كعب.
(٢) قوله «جمع ثقل وهو متاع» في الصحاح «الثقل» : واحد الأثقال ، مثل حمل وأحمال. والثقل ـ بالتحريك متاع المسافر وحشمه. (ع)