الصحف ، أى : أظهر محصلا مجموعا. وقيل : ميز بين خيره وشره. ومنه قيل للمنخل : المحصل. ومعنى علمه بهم يوم القيامة : مجازاته لهم على مقادير أعمالهم ، لأنّ ذلك أثر خبره بهم. وقرأ أبو السمال : إنّ ربهم بهم يومئذ خبير.
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «من قرأ سورة والعاديات أعطى من الأجر عشر حسنات بعدد من بات بالمزدلفة وشهد جمعا» (١).
سورة القارعة
مكية ، وآياتها ١١ [نزلت بعد قريش]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الْقارِعَةُ (١) مَا الْقارِعَةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْقارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ (٦) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ (٧) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ (٨) فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (٩) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ (١٠) نارٌ حامِيَةٌ)(١١)
الظرف نصب بمضمر دلت عليه القارعة ، أى : تقرع (يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَراشِ الْمَبْثُوثِ) شبههم بالفراش في الكثرة والانتشار والضعف والذلة ، والتطاير إلى الداعي من كل جانب ، كما يتطاير الفراش إلى النار. قال جرير :
إنّ الفرزدق ما علمت وقومه |
|
مثل الفراش غشين نار المصطلى (٢) |
__________________
(١) أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه بسندهم إلى أبى بن كعب.
(٢) لجرير. وما علمت : أى مدة علمى ، أو في علمى. وهذا من الانصاف في المحاورة. والفراش : ما يتطاير إلى السراج ، وربما مات فيه لحمقه. والمصطلى : المتدفئ بالنار : شبههم به في الذل والجهل والتطفل على الغير ، كما يغشى الفراش رأس المصطلى ويحوم حولها. وربما ألقى بنفسه إلى النار ، مهم مثله.