وقرئ : رحلة ، بالضم : وهي الجهة التي يرحل إليها : والتنكير في (جُوعٍ) و (خَوْفٍ) لشدتهما ، يعنى : أطعمهم بالرحلتين من جوع شديد كانوا فيه قبلهما ، وآمنهم من خوف عظيم وهو خوف أصحاب الفيل ، أو خوف التخطف في بلدهم ومسايرهم. وقيل : كانوا قد أصابتهم شدة حتى أكلوا الجيف والعظام المحرقة ، وآمنهم من خوف الجذام فلا يصيبهم ببلدهم. وقيل ذلك كله بدعاء إبراهيم صلوات الله عليه. ومن بدع التفاسير : وآمنهم من خوف ، من أن تكون الخلافة في غيرهم. وقرئ : من خوف ، بإخفاء النون.
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من قرأ سورة لإيلاف قريش أعطاه الله عشر حسنات بعدد من طاف بالكعبة واعتكف بها» (١).
سورة الماعون
مكية ثلاث آيات الأول ، مدنية البقية ، وآياتها ٧ «نزلت بعد التكاثر»
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣) فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ)(٤) (الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ (٥) الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ (٦) وَيَمْنَعُونَ الْماعُونَ)(٧)
قرئ : أريت ، بحذف الهمزة ، وليس بالاختيار ، لأن حذفها مختص بالمضارع ، ولم يصح عن العرب : ريت ، ولكن الذي سهل من أمرها وقوع حرف الاستفهام في أوّل الكلام. ونحوه :
صاح هل ريت أو سمعت براع |
|
ردّ الضّرع ما قرى في الحلاب (٢) |
__________________
(١) أخرجه الثعلبي والواحدي وابن مردويه بالسند إلى أبى بن كعب.
(٢) لإسماعيل بن بشار ، وفي حياة الحيوان ما هو صريح في أنه لنفيلة بن عبد المدان بن خرشم بن عبد ياليل بن جرهم بن قحطان ابن هود عليه السلام وصاح مرخم ، فان كان أصله يا صاحبي ، فترخيمه شاذ من وجهين ، لأن فيه حذف المضاف ـ