قَدِيرٌ) ، فإن من كان موصوفا بهذه الأوصاف هو الذي لا إله إلا هو».
قوله : (وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).
قال الزمخشري (١) : هذا بعث لرسول الله صلىاللهعليهوسلم على التوكل عليه حتى ينصره على من كذبه وتولى عنه.
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٤) إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (١٥) فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٦) إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (١٧) عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(١٨)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ).
قال ابن عبّاس : نزلت هذه الآية بالمدينة في عوف بن مالك الأشجعي شكى إلى النبيصلىاللهعليهوسلم جفاء أهله وولده (٢) ، فنزلت ، ذكره النحاس.
وحكاه الطّبريّ عن عطاء بن يسار قال : نزلت سورة التّغابن كلها ب «مكة» إلا هؤلاء الآيات : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) نزلت في عوف بن مالك الأشجعي ، كان ذا أهل وولد وكان إذا أراد الغزو بكوه ورققوه ، فقالوا : إلى من تدعنا فيرقّ فيقيم فنزلت هذه الآية إلى آخر السورة بالمدينة (٣).
روى الترمذي عن ابن عباس ، وسئل عن هذه الآية قال : هؤلاء رجال أسلموا من أهل مكة وأرادوا أن يأتوا النبي صلىاللهعليهوسلم فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يأتوا للنبي صلىاللهعليهوسلم فلما أتوا النبيصلىاللهعليهوسلم وإذا الناس قد تفقهوا في الدين فهموا أن يعاقبوهم ، فأنزل الله ـ تعالى ـ هذه الآية (٤).
حديث حسن صحيح.
فصل
قال ابن العربي : هذا يبين وجه العداوة ، فإن العدو لم يكن عدوا لذاته ، وإنما كان
__________________
(١) ينظر : الكشاف ٤ / ٥٤٩.
(٢) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ٩٣).
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ١١٧) عن عطاء بن يسار.
(٤) أخرجه الترمذي (٥ / ٣٩١) رقم (٣٣١٧) عن ابن عباس. وقال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.