سورة التحريم
مدنية ، وهي ثنتا عشرة آية ، ومائتان وسبع وأربعون كلمة ، وألف وستون حرفا.
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١) قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)(٢)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ)؟.
قال ابن الخطيب (١) : وجه تعلق هذه السورة بما قبلها ، وذلك لاشتراكهما في الأحكام المخصوصة بالنساء ، واشتراك الخطاب في الطلاق في أول تلك السورة يشترك مع الخطاب بالتحريم في أول هذه السورة ؛ لأن الطلاق في أكثر الصور يشتمل على تحريم ما أحل الله.
وأما تعلّق أول هذه السورة بآخر تلك السورة فلأن المذكور في آخر تلك السورة يدلّ على عظمة حضرة الله تعالى وعلى كمال قدرته وعلمه ، ولما كان خلق السماوات والأرض ، وما بينهما من العجائب والغرائب مما ينافي القدرة على تحريم ما أحلّ الله ، فلهذا قال : (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ).
فصل في سبب نزول الآية
ثبت في صحيح مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، فيشرب عندها عسلا ، قالت : فتواطأت أنا وحفصة أنّ أيّتنا دخل النبيصلىاللهعليهوسلم عليها فلتقل : إني أجد ريح مغافير ، فدخل على إحداهما ، فقالت له ذلك ، فقال : بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له ، فنزل : (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) إلى قوله : (إِنْ تَتُوبا) لعائشة وحفصة (٢).
__________________
(١) ينظر : الفخر الرازي ٣٠ / ٣٧.
(٢) أخرجه البخاري ٩ / ٢٨٧ ، كتاب الطلاق ، باب : لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ (٥٢٦٧) ، ومسلم كتاب الطلاق ، باب : وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق (٢٠ ـ ١٤٧٤).