الناقة الكريمة ضرب أنفه بالرمح وغيره حتى يرتدع وينكبّ ، ويروق بالراء».
قوله تعالى : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)(٨)
قوله تعالى : (لا يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ) الآية.
هذه الآية رخصة من الله ـ تعالى ـ في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم (١).
قال ابن زيد : كان هذا في أول الإسلام عند الموادعة وترك الأمر بالقتال ثم نسخ (٢).
قال قتادة : نسختها : (فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ)(٣) [التوبة : ٥].
وقيل : كان هذا الحكم لعلة ، وهي الصلح فلما زال الصّلح بفتح «مكة» نسخ الحكم ، وبقي الرسم يتلى.
وقيل : هي مخصوصة في خلفاء النبي صلىاللهعليهوسلم ومن بينه وبينه عهد لم ينقضه. قاله الحسن.
قال الكلبي : هم خزاعة وبنو الحارث بن عبد مناف (٤) ، وهو قول أبي صالح.
وقال مجاهد : هي مخصوصة في الذين آمنوا ، ولم يهاجروا (٥).
وقيل : يعني به النساء والصبيان ؛ لأنهم ممن لا يقاتل ، فأذن الله في برهم.
وقال أكثر أهل التأويل : هي محكمة ، واحتجّوا بأن أسماء بنت أبي بكر سألت النبيصلىاللهعليهوسلم : هل تصل أمّها حين قدمت عليها مشركة؟ قال : «نعم» (٦) خرجه البخاري ومسلم.
وقيل : إن الآية نزلت فيها.
وروى عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه : أن أبا بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ طلق امرأته قتيلة في الجاهلية ، وهي أم أسماء بنت أبي بكر ، فقدمت عليهم في المدة التي
__________________
(١) ينظر : القرطبي ١٨ / ٤٠.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٦٣) عن ابن زيد.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٦٣) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٠٦) وعزاه إلى أبي داود في تاريخه وابن المنذر عن قتادة.
(٤) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ٤٠).
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٦٢) عن مجاهد وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٠٦) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.
(٦) تقدم تخريجه.