وعبد الله (١) : «فيها» أي : في الجملة. وقد تقدم في «الأنبياء» (٢) مثله.
والعامة أيضا : (وَصَدَّقَتْ) بتشديد الدال.
ويعقوب وقتادة وأبو مجلز ، وعاصم (٣) في رواية : بتخفيفها ، أي : صدقت فيما أخبرت به من أمر عيسى.
والعامة على : «بكلمات» جمعا.
والحسن ومجاهد والجحدري : «بكلمة» بالإفراد (٤).
فقيل : المراد بها عيسى ؛ لأنه كلمة الله.
فصل في مريم ابنة عمران
ضرب الله مثلا بمريم ابنة عمران وصبرها على أذى اليهود.
وقوله : (الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَها) عن الفواحش.
وقال المفسرون هنا (٥) : أراد بالفرج الجيب ، لقوله (فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ رُوحِنا) وجبريل ـ عليه الصلاة والسلام ـ إنما نفخ في جيبها ولم ينفخ في فرجها.
وهي (٦) في قراءة أبيّ : «فنفخنا في جيبها من روحنا» ، وكل خرق في الثوب يسمى فرجا ، ومنه قوله تعالى : (وَما لَها مِنْ فُرُوجٍ).
ويحتمل أن يكون أحصنت فرجها ونفخ الروح في جيبها.
ومعنى «فنفخنا» أرسلنا جبريل فنفخ في جيبها (مِنْ رُوحِنا) أي : روحا من أرواحنا وهي روح عيسى ، وقوله : (وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها) أي : قول جبريل لها : (إِنَّما أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ) [مريم : ١٩] الآية.
وقال مقاتل : يعني بالكلمات عيسى ، وأنه نبيّ وعيسى كلمة الله (٧) كما تقدم.
وقيل : (بِكَلِماتِ رَبِّها) يعني الشرائع التي شرعها الله للعباد بكلماته المنزلة.
قوله : (وَكُتُبِهِ).
قرأ أهل «البصرة» وحفص : (وَكُتُبِهِ) على الجمع.
وقرأ الأخرون (٨) : «وكتابه» على التوحيد.
__________________
(١) ينظر السابق ، والكشاف ٤ / ٥٧٣.
(٢) آية رقم ٩١.
(٣) ينظر السابق ، والمحرر الوجيز ٥ / ٣٣٥ ، ٣٣٦.
(٤) ينظر السابق.
(٥) ينظر : القرطبي ١٨ / ١٣٣.
(٦) ينظر السابق.
(٧) ينظر تفسير القرطبي (١٨ / ١٣٢).
(٨) ينظر : السبعة ٦٤١ ، والحجة ٦ / ٣٠٤ ، وإعراب القراءات ٢ / ٣٧٦ ، وحجة القراءات ٧١٥ ، والعنوان ١٩٣ ، وشرح الطيبة ٦ / ٦١ ، وإتحاف ٢ / ٥٤٩.