سورة «ن» القلم
مكية في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر ، وقال ابن عباس وقتادة : من أولها إلى قوله (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) [القلم : ١٦] مكي ، ومن بعد ذلك إلى قوله (فَهُمْ يَكْتُبُونَ) [القلم : ٤٧] مكي ، ومن بعد ذلك إلى قوله تعالى (مِنَ الصَّالِحِينَ) [القلم : ٥٠] مدني ، وباقيها. قاله الماورديّ (١).
وهي اثنتان وخمسون آية ، وثلاثمائة كلمة ، وألف ومائتان وستة وخمسون حرفا.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ (١) ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢) وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ (٣) وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (٤) فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (٥) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ (٦) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(٧)
قوله تعالى «ن» كقوله (ص وَالْقُرْآنِ) [ص : ١] ، وجواب القسم الجملة المنفية بعدها.
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ هو الحوت الذي على ظهره الأرض ، وهو قول مجاهد ومقاتل والسدي والكلبي (٢).
وروى أبو ظبيان عن ابن عباس قال : أول ما خلق الله القلم ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة ثم خلق النون فبسط الأرض على ظهره فتحرك النون ، فمارت الأرض
__________________
(١) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٦ / ٥٩).
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ١٧٦) عن ابن عباس ومجاهد وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧ / ١٧٦) عن ابن عباس مرفوعا وقال : رواه الطبراني وقال لم يرفعه عن حماد بن زيد إلا مؤمل بن إسماعيل قلت : ومؤمل ثقة كثير الخطأ وقد وثقه ابن معين وغيره وضعفه البخاري وغيره وبقية رجاله ثقات.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٨٧) وزاد نسبته إلى ابن مردويه.
وأورده السيوطي (٦ / ٣٨٨) عن مجاهد وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.