سورة الحاقة
مكّية ، وهي اثنتان وخمسون آية ، ومائتان وستة وخمسون كلمة ، وألف وأربعة وستون حرفا.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ (١) مَا الْحَاقَّةُ (٢) وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ (٣) كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعادٌ بِالْقارِعَةِ (٤) فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ (٥) وَأَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عاتِيَةٍ (٦) سَخَّرَها عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيالٍ وَثَمانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً فَتَرَى الْقَوْمَ فِيها صَرْعى كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ (٧) فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ)(٨)
قوله تعالى : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ).
«الحاقة» مبتدأ ، و «ما» مبتدأ ثان ، و «الحاقة» خبره ، والجملة خبر الأول ؛ لأن معناها «ما هي» واللفظ استفهام ، ومعناها التفخيم والتعظيم لشأنها.
قال ابن الخطيب (١) : وضع الظاهر موضع المضمر ؛ لأنه أهول لها ، ومثله (الْقارِعَةُ مَا الْقارِعَةُ) [القارعة : ١ ، ٢] وقد تقدّم تحرير هذا في «الواقعة».
و «الحاقّة» فيها وجهان :
أحدهما : أنه وصف اسم فاعل بمعنى أنها تبدي حقائق الأشياء.
وقيل : إن الأمر يحق فيها فهي من باب «ليل نائم ، ونهار صائم» قاله الطبري.
وقيل : سميت حاقة ؛ لأنها تكون من غير شكّ لأنها حقّت فلا كاذبة لها.
وقيل : سميت القيامة بذلك ؛ لأنها أحقت لأقوام الجنّة ، وأحقّت لأقوام النّار.
وقيل : من حق الشيء : ثبت فهي ثابتة كائنة.
وقيل : لأنها تحق كل محاق في دين الله أي : تغلبه ، من حاققته ، فحققته أحقه أي : غلبته.
__________________
(١) ينظر : الفخر الرازي ١٠ / ٩٠.