وروي أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ ، بايع النساء ، وبين يديه وأيديهن ثوب ، وكان يشترط عليهن (١).
وقيل : لما فرغ من بيعة الرجال جلس على الصفا ، ومعه عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أسفل منه ، فجعل يشترط على النساء البيعة ، وعمر يصافحهن.
وروي أنّه كلف امرأة وقفت على الصفا ، وكلفها أن تبايعهن ، ففعلت.
قال ابن العربي (٢) : وذلك ضعيف ، وإنما التعويل على ما في صحيح مسلم من حديث عائشة رضي الله عنه المتقدم. قالت : كان المؤمنات إذا هاجرن إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يمتحنهن بقول الله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ عَلى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ) إلى آخر الآية ، قالت عائشة : فمن أقر بهذا من المؤمنات ، فقد أقر بالمحنة ، وكان رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا أقررن بذلك من قولهن ، قال لهن رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «انطلقن فقد بايعتكنّ» ، لا والله ما مسّت يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم يد امرأة قط ، غير أنه بايعهن بالكلام.
وقالت أمّ عطيّة رضي الله عنها : لما قدم رسول الله المدينة جمع نساء الأنصار في بيت ، ثم أرسل إلينا عمر بن الخطاب ، فقام على الباب فسلّم فرددن عليهالسلام فقال : أنا رسول رسول اللهصلىاللهعليهوسلم إليكن : «ألا تشركن (بِاللهِ شَيْئاً») الآية ، فقلن : نعم ، فمد يده من خارج البيت ، ومددنا أيدينا من داخل البيت ، ثم قال : اللهمّ اشهد (٣).
وروى عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان إذا بايع النساء دعا بقدح من ماء فغمس يده فيه ، ثم أمر النساء فغمسن أيديهن فيه (٤).
فصل
روي أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما فرغ من بيعة الرجال يوم فتح «مكة» ، وهو على الصفا ، وعمر بن الخطّاب أسفل منه يبايع النساء بأمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم يبلغهن عنه ، على ألّا يشركن بالله شيئا ، وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان منتقبة متنكرة مع النساء خوفا من رسول الله
__________________
ـ وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣١١) وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه.
(١) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٦ / ٤٢) عن معقل بن يسار أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يصافح النساء من تحت ثوب.
وقال الهيثمي : رواه الطبراني في الكبير والأوسط وفيه عتاب بن حرب وهو ضعيف.
(٢) ينظر : أحكام القرآن ٤ / ١٧٩١.
(٣) أخرجه أحمد (٣ / ٤٩٣).
(٤) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣١٤) وعزاه إلى ابن سعد وابن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.