يذهب معي؟ فسكتوا ، ثمّ قال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم الثانية ، ثمّ قال النبي صلىاللهعليهوسلم الثالثة ، فقلت : أنا أذهب معك يا رسول الله ، فانطلق ، حتى أتى الحجون عند شعب ابن أبي دب خط عليّ خطّا فقال : لا تجاوزه ، ثمّ مضى إلى الحجون فاتّخذوا عليه أمثال الحجل كأنّهم رجال الزّطّ ، قال ابن الأثير في «النهاية» : «الزّطّ : قوم من السودان والهنود» يقرعون في دفوفهم ، كما تقرع النّسوة في دفوفها ، حتّى غشاه ، فغاب عن بصري ، فقمت ، فأومأ بيده إليّ أن اجلس ثمّ تلا القرآن صلىاللهعليهوسلم فلم يزل صوته يرتفع ، ولصقوا في الأرض ، حتّى صرت لا أراهم» (١).
وفي رواية أخرى ، قالوا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : من أنت؟.
قال صلىاللهعليهوسلم : أنا نبيّ ، قالوا : فمن يشهد لك على ذلك؟.
فقال الحبيب المجتبى صلىاللهعليهوسلم : هذه الشّجرة ، تعالي يا شجرة فجاءت تجرّ عروقها لها قعاقع ، حتى انتصبت بين يديه صلىاللهعليهوسلم فقال لها صلىاللهعليهوسلم : على ما ذا تشهدين فيّ؟.
فقالت أشهد أنّك رسول الله قال صلىاللهعليهوسلم لها : اذهبي ، فرجعت فذهبت مكانها كما جاءت ، حتى صارت كما كانت (٢).
وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : فلمّا عاد إليّ قال : أردت أن تأتيني ، قلت : نعم يا رسول الله قال : ما كان ذلك لك ، قال : هؤلاء الجنّ أتوا يستمعون القرآن ثمّ ولّوا إلى قومهم منذرين ، فسألوني الزّاد ، فزوّدتهم العظم والبعر ، فلا يستطيبنّ أحدكم بعظم ، ولا بعر (٣).
وفي رواية : أنّه صلىاللهعليهوسلم لما فرغ وضع رأسه صلىاللهعليهوسلم على حجر ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ فرقد ، ثمّ استيقظ صلىاللهعليهوسلم فقال : هل من وضوء؟.
قال : لا ، إلّا أنّ معي إداوة نبيذ ، فقال صلىاللهعليهوسلم : هل هو إلّا تمر وماء «فتوضّأ منه» (٤).
__________________
(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» (١٠ / ٧٧) من حديث ابن مسعود.
(٢) حديث شهادة الشجرة بنبوته صلىاللهعليهوسلم. أخرجه أبو يعلى (١٠ / ٣٤) رقم (٥٦٦٢) وابن حبان (٢١١٠ ـ موارد) والبزار (٣ / ١٣٣ ـ ١٣٤ كشف) رقم (٢٤١١) والطبراني في «الكبير» (١٢ / ٤٣١ ـ ٤٣٢) رقم ١٣٥٨٢) من حديث ابن عمر.
وذكره الهيثمي في «المجمع» (٨ / ٢٩٥) وقال : رواه الطبراني ورجاله الصحيح ورواه أيضا أبو يعلى والبزار.
وذكره ابن حجر في «المطالب العالية» (٤ / ١٦) وعزاه إلى أبي يعلى.
وفي الباب عن عمر بن الخطاب. أخرجه أبو يعلى (١ / ١٩١) رقم (٢١٥) وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٩ / ١٣) وقال : رواه البزار وأبو يعلى وإسناد أبي يعلى حسن.
(٣) تقدم.
(٤) أخرجه أبو داود (١ / ٦٩) كتاب الطهارة ، باب : الوضوء بالنبيذ حديث (٨٤) والترمذي (١ / ١٤٧) أبواب الطهارة ، باب : ما جاء في الوضوء بالنبيذ حديث (٨٨) وابن ماجه (١ / ١٣٥) كتاب الطهارة ، ـ