سورة المزمل
مكية في قول الحسن رضي الله عنه وعكرمة وعطاء وجابر ، وقال ابن عباس وقتادة : إلا آيتين منها : (وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ) ، والتي تليها (١) [الآية : ١٠ ، ١١] ، ذكره الماورديّ وغيره.
وقال الثعلبيّ : (إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ) [المزمل : ١٠ ، ١١] ، إلى آخر السورة ، فإنه نزل بالمدينة (٢). وهي سبع وعشرون آية ، ومائتان وخمس وثمانون كلمة ، وثماني مائة وثمانية وثلاثون حرفا.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (١) قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً (٢) نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (٣) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً)(٤)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ، أصله «المتزمّل» فأدغمت التاء في الزاي ، يقال : تزمّل يتزمل تزملا ، فإذا أريد الإدغام : اجتلبت همزة الوصل ، وبهذا الأصل قرأ أبي بن (٣) كعب.
وقرأ عكرمة (٤) : «المزمّل» ـ بتخفيف الزاي وتشديد الميم ـ اسم فاعل ، وعلى هذا فيكون فيه وجهان :
أحدهما : أن أصله «المزتمل» بوزن «مفتعل» فأبدلت التاء ميما وأدغمت ، قاله أبو البقاء ، وهو ضعيف.
والثاني : أنه اسم فاعل من «زمل» مشددا ، وعلى هذا ، فيكون المفعول محذوفا ، أي : المزمل جسمه. وقرىء (٥) كذلك إلا أنه بفتح الميم اسم مفعول منه أي : الملفّف ،
__________________
(١) ذكره الماوردي في «تفسيره» (٦ / ١٢٤).
(٢) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٩ / ٢٢).
(٣) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٣٨٦ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٥٣ ، والدر المصون ٦ / ٤٠١.
(٤) ينظر : السابق.
(٥) ينظر : الكشاف ٤ / ٦٣٤ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٥٣ ، والدر المصون ٦ / ٤٠١.