سورة المدثر
مكية ، وهي ستّ وخمسون آية ، ومائتان وخمس وخمسون كلمة ، وألف وعشرة أحرف.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ) (٧)
قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ) ؛ يا أيها الذي قد دثر ثيابه ، أي : تغشى بها ونام.
وقرأ العامة : بتشديد الدال وكسر الثاء ، اسم فاعل من «تدثّر» وأصله : المتدثر فأدغم ك «المزمّل». وفي حرف أبي (١) : «المتدثر» على الأصل المشار إليه.
وقرأ عكرمة (٢) : بتخفيف الدال ، اسم فاعل من «دثّر» ـ بالتشديد ـ ويكون المفعول محذوفا أي : المدثر نفسه ، كما تقدم.
وعنه أيضا : فتح الثاء.
ومعنى «تدثّر» لبس الدّثار ، وهو الثوب الذي فوق الشّعار ، «والشّعار» : ما يلي الحسد ، وفي الحديث : «الأنصار شعار والنّاس دثار».
و «سيف داثر» : بعيد العهد بالصّقال.
ومنه قيل للمنزل الدارس : داثر لذهاب أعلامه وفلان داثر المال ، أي : حسن القيام به.
قوله : «قم» ، إما أن يكون من القيام المعهود ، فيكون المعنى : قم من مضجعك ، وإما من «قام» بمعنى الأخذ في القيام ، كقوله : [الطويل]
٤٩٤٤ ـ فقام يذود النّاس عنها بسيفه |
|
..........(٣) |
__________________
(١) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٣٩٢ ، والبحر المحيط ٨ / ٣٦٢ ، والدر المصون ٦ / ٤١١.
(٢) ينظر : البحر المحيط ٨ / ٣٦٢ ، والدر المصون ٦ / ٤١١.
(٣) تقدم.