إلى زيد ، وتقول : نظرت إلى زيد تعني نظر العين ، ف «إلى» تصحب نظر العين ، ولا تصحب نظر الانتظار ، فمن قال : إن «ناظرة» بمعنى «منتظرة» فقد أخطأ في المعنى وفي الإعراب ووضع الكلام في غير موضعه.
وقال القرطبي (١) : «إن العرب إذا أرادت بالنظر الانتظار قالوا : نظرته ، كما قال تعالى (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ) [الزخرف : ٦٦] ، (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ) [الأعراف : ٥٣] ، (ما يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً) [يس : ٤٩] ، وإذا أرادت به التفكر والتدبر قالوا : نظرت فيه ، فأما إذا كان النظر مقرونا بذكر «إلى» وذكر الوجه فلا يكون إلا بمعنى الرؤية والعيان».
وقال الأزهري : «إن قول مجاهد : تنتظر ثواب ربها خطأ ؛ لأنه لا يقال : نظر إلى كذا بمعنى الانتظار ، وإن قول القائل : نظرت إلى فلان ليس إلا رؤية عين ، كذا تقوله العرب ؛ لأنهم يقولون : نظرت إليه إذا أرادوا نظر العين ، فإذا أرادوا الانتظار قالوا : نظرته» ؛ قال : [الطويل]
٤٩٩٨ ـ فإنّكما إن تنظرا لي ساعة |
|
من الدّهر تنفعني لدى أمّ جندب (٢) |
لما أرادوا الانتظار قال : تنظراني ، وإذا أرادوا نظر العين قالوا : نظرت إليه.
قال الشاعر : [الطويل]
٤٩٩٩ ـ نظرت إليها والنّجوم كأنّها |
|
مصابيح رهبان تشبّ لقفّال (٣) |
وقال آخر : [الطويل]
٥٠٠٠ ـ نظرت إليها بالمحصّب من منى |
|
...........(٤) |
والنّضرة : طراوة البشرة وجمالها ، وذلك من أثر النعمة ، يقال : نضر وجهه فهو ناضر.
وقال بعضهم : نسلم أنه من نظر العين إلا أن ذلك على حذف مضاف ، أي ثواب ربها ونحوه.
__________________
(١) ينظر الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ٧١.
(٢) تقدم.
(٣) قائله هو امرؤ القيس ينظر ديوانه ص ٣١ ، والهمع ١ / ٢٤٦ ، والدرر اللوامع ١ / ١٧٠ ، والقرطبي ١٩ / ٧١.
(٤) صدر بيت لعمر بن أبي ربيعة وعجزه :
لحيني شمس ستّرت بيمان
ويروى أيضا :
ولي نظر لو لا التّخرّج عارم
ينظر ديوان عمر بن أبي ربيعة ص ٢٦٥ ، والقرطبي ١٩ / ٧١.