اللهم إني أجبت دعوتك ، وصلّيت فريضتك ، وانتشرت كما أمرتني ، فارزقني من فضلك رزقا حلالا وأنت خير الرازقين.
وقال جعفر بن محمد في قوله تعالى : (وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ) : إنه العمل في يوم السبت.
وقال سعيد بن المسيب : طلب العلم.
وقيل : صلاة التطوع (١).
وقال ابن عباس : لم يؤمروا بطلب شيء من الدنيا ، إنما هي عيادة المرضى وحضور الجنائز وزيارة الأخ في الله تعالى (٢).
فصل
في فضل يوم الجمعة أحاديث كثيرة.
منها ما روي عن أبي هريرة قال : خرجت إلى الطور فلقيت كعب الأحبار ، فجلست معه ، فحدثني عن التوراة وحدثته عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم فكان فيما حدثته أن قلت له : قال رسول اللهصلىاللهعليهوسلم : «خير يوم طلعت فيه الشّمس يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه هبط من الجنة ، وفيه مات ، وفيه تيب عليه ، وفيه تقوم السّاعة ، وما من دابّة إلّا وهي مسبّحة في يوم الجمعة من حين تصبح حتّى تطلع الشّمس شفقا من السّاعة إلّا الجنّ والإنس وفيها ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلّي فيسأل الله شيئا إلّا أعطاه إيّاه».
قال كعب : ذلك في كل سنة يوم؟ فقلت : بل في كل جمعة ، قال : فقرأ كعب التوراة فقال : صدق رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، قال أبو هريرة : ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة ، قال عبد الله بن سلام : قد علمت أية ساعة هي؟ هي في آخر ساعة من يوم الجمعة.
قال أبو هريرة : وكيف تكون آخر ساعة من يوم الجمعة ، وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يصادفها عبد مسلم ، وهو يصلّي» وتلك السّاعة لا يصلّى فيها؟ فقال عبد الله بن سلام : ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من جلس مجلسا ينتظر الصّلاة فهو في صلاة حتّى يصلّيها»؟ (٣).
__________________
(١) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ٧١.
(٢) ورد هذا مرفوعا من حديث أنس بن مالك وابن عباس أما حديث أنس فأخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٩٧) وحديث ابن عباس ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٣٠) وعزاه إلى ابن مردويه.
(٣) أخرجه مالك في الموطأ ١ / ١٠٨ ـ ١١٠ ، في كتاب الجمعة (١٦) ، وأحمد في المسند ٢ / ٤٨٦ ، وأبو داود ١ / ٦٣٤ ـ ٦٣٥ ، في الصلاة ، باب : تفريع أبواب الجمعة ، باب : فضل يوم الجمعة (١٠٤٦) والترمذي ٢ / ٣٦٢ ـ ٣٦٣ ، أبواب الصلاة ، باب : ما جاء في الساعة التي ترجى في يوم ـ