سورة عبس
وتسمى سورة السفرة مكيّة ، وهي اثنان وأربعون آية ، ومائة وثلاثون كلمة ، وخمسمائة وثلاثون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جاءَهُ الْأَعْمى (٢) وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (٣) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى (٤) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنى (٥) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (٦) وَما عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى (٧) وَأَمَّا مَنْ جاءَكَ يَسْعى (٨) وَهُوَ يَخْشى (٩) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى)(١٠)
قوله تعالى : (عَبَسَ وَتَوَلَّى) أي : كلح بوجهه ، يقال : عبس وبسر وتولى ، أي : أعرض بوجهه.
قوله : (أَنْ جاءَهُ). فيه وجهان :
أحدهما : أنّه مفعول من أجله ، وناصبه : إمّا «تولّى» وهو قول البصريين ، وإمّا «عبس» وهو قول الكوفيين ، والمختار مذهب (١) البصريين لعدم الإضمار في الثاني ، وتقدم تحقيق هذا في مسائل النزاع والتقدير : لأن جاءه الأعمى فعل ذلك.
قال القرطبيّ (٢) : إن من قرأ بالمدّ (٣) على الاستفهام ، ف «أن» متعلقة بمحذوف دلّ عليه (عَبَسَ وَتَوَلَّى) والتقدير : أأن جاءه أعرض عنه وتولى؟ فيوقف على هذه القراءة على «تولّى» ، ولا يوقف عليه على قراءة العامة.
فصل في سبب نزول الآية
قال المفسرون : أتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ابن أم مكتوم ، واسم أم مكتوم عاتكة بنت عامر بن مخزوم ، وكان عند النبي صلىاللهعليهوسلم صناديد قريش : عتبة وشيبة ابنا ربيعة ، وأبو
__________________
(١) في ب : قول.
(٢) الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ١٣٩.
(٣) وهي قراءة الحسن وأبي عمران الجوني وعيسى ، ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٤٣٧ ، والبحر المحيط ٨ / ٤١٩ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٨ ، وزاد «زيد بن علي».