سورة التكوير
مكيّة ، وهي تسع وعشرون آية ، ومائة وأربع كلمات ، وأربعمائة وأربعة وثلاثون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ (٤) وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥) وَإِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (٦) وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ (٧) وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ (٨) بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ (٩) وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ (١٠) وَإِذَا السَّماءُ كُشِطَتْ (١١) وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ (١٢) وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (١٣) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما أَحْضَرَتْ)(١٤)
قوله تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) : في ارتفاع الشمس وجهان :
أصحهما : أنها مرفوعة بفعل مقدر مبني للمفعول ، حذف وفسّره ما بعده على الاشتغال ، والرفع على هذا الوجه ، أعني : إضمار الفعل واجب عند البصريين ؛ لأنهم لا يجيزون أن يليها غيره ، ويتأوّلون ما أوهم خلاف ذلك.
والثاني : أنّها مرفوعة بالابتداء ، وهو قول الكوفيين ، والأخفش ، لظواهر جاءت في الشعر ، وانتصر له ابن مالك.
قال الزمخشري (١) : ارتفاع «الشمس» على الابتداء ، أو الفاعليّة؟.
قلت : بل على الفاعلية ثم ذكر نحو ما تقدم ، ويعني بالفاعلية : ارتفاعها بفعل الجملة ، وقد مرّ أنّه يسمي مفعول ما لم يسم فاعله فاعلا ، وارتفاع «النجوم» وما بعدها ، كما تقدّم في «الشمس».
فصل في تفسير معنى التكوير
قد تقدّم تفسير التّكوير في أول «تنزيل».
__________________
(١) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٠٧.