٥١١٩ ـ أبصر خربان فضاء فانكدر |
|
تقضّي البازي إذا البازي كسر (١) |
روى ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لا يبقى في السّماء يومئذ نجم إلّا سقط في الأرض» (٢).
وروي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : أن النجوم قناديل معلقة بين السماء والأرض بسلاسل من نور بأيدي الملائكة ، فإذا مات من في السموات ، ومن في الأرض تساقطت تلك الكواكب من أيدي الملائكة ؛ لأنه مات من كان يمسكها (٣).
قال القرطبي (٤) : «ويحتمل أن يكون «انكدارها» : طمس آثارها ، وسميت النجوم نجوما لظهورها في السماء بضوئها.
وعن ابن عباس ـ أيضا ـ : «انكدرت» : تغيّرت ، فلم يبق لها ضوء لزوالها عن أماكنها(٥) ، والمعنى متقارب.
قوله : (وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) ، يعني : قطعت عن وجه الأرض وسيرت في الهواء ، لقوله تعالى : (وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بارِزَةً) [الكهف : ٤٧] ، وقوله تعالى : (وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ فَكانَتْ سَراباً) [النبأ : ٢٠] في الهواء ، لقوله تعالى : (وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ) [النمل : ٨٨].
وقيل : سيرها أن تحوّل عن صفة الجبال للحجارة ، فتكون كثيبا مهيلا ، أي : رملا سائلا ، وتكون كالعهن ، وتكون هباء منبثا ، وتكون مثل السّراب الذي ليس بشيء ، وعادت الأرض قاعا صفصفا ، (لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً) [طه : ١٠٧].
قوله تعالى : (وَإِذَا الْعِشارُ عُطِّلَتْ). العشار : جمع عشراء ، وهي : الناقة التي مر لحملها عشرة أشهر ، ثم هو اسمها إلى أن تضع في تمام السّنة وكذلك يقال في جمع نفساء.
قال القرطبي (٦) : وهو اسمها بعد ما تضع أيضا ، ومن عادة العرب أن يسمّوا الشيء باسمه المتقدم ، وإن كان قد جاوز ذلك ، يقول الرجل لفرسه وقد قرح : قربوا مهري يسميه بمتقدم اسمه ، وإنّما خصّ العشار بالذكر ؛ لأنّها أعزّ ما يكون عند العرب ، وهذا على وجه المثل ؛ لأن في القيامة لا تكون ناقة عشراء ، أو المعنى : أنّ يوم القيامة بحال لو كان للرجل ناقة عشراء لعطّلها ، واشتغل بنفسه ، يقال : ناقة عشراء ، وناقتان عشراوتان ، ونوق عشار وعشراوات ، يبدلون من همزة التأنيث واوا.
__________________
(١) تقدم.
(٢) تقدم.
(٣) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٩ / ١٤٩) من طريق الضحاك عن ابن عباس.
(٤) ينظر : الجامع لأحكام القرآن (١٩ / ١٤٩).
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٤٥٨).
(٦) ينظر : الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ١٤٩.