سورة الانفطار
مكيّة ، وهي تسع عشرة آية ، وكلماتها ثمانون كلمة ، وثلاثمائة وسبعة وعشرون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ)(٥)
قوله تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) ، معناه : إذا وقعت هذه الأشياء التي هي أشراط الساعة يحصل الحشر والنشر ، ومعنى «انفطرت» : انشقت لنزول الملائكة ، كقوله تعالى : (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) [الفرقان : ٥] ، (فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) [الرحمن : ٣٧] (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) [النبأ : ١٩] ، (السَّماءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ) [المزمل : ١٨].
قال الخليل : ولم يأت هذا على الفعل بل هو كقولهم : مرضع ، وحائض ، ولو كان على الفعل لكان «منفطر».
وقال القرطبيّ (١) : «تفطرت لهيبة الله تعالى ، والفطر : الشق ، يقال : فطرته فانفطر ، ومنه : فطر ناب البعير إذا طلع ، فهو بعير فاطر ، وتفطّر الشيء : تشقّق ، وسيف فطار : أي فيه شقوق». وقد تقدم.
قوله تعالى : (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) تساقطت ؛ لأن عند انتقاض تركيب السماء تنتثر النجوم على الأرض ، يقال : نثرت الشيء أنثره نثرا فانتثر. والنّثار ـ بالضم ـ ما تناثر من الشيء.
قوله تعالى : (وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ).
العامة على بنائه للمفعول مثقلا.
وقرأ مجاهد (٢) : مبنيا للفاعل مخففا من الفجور ، نظرا إلى قوله تعالى : (بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) [الرحمن : ٢٠] ، فلما زال البرزخ بغيا.
__________________
(١) الجامع لأحكام القرآن ١٩ / ١٦٠.
(٢) ينظر : الكشاف ٤ / ٧١٤ ، والبحر المحيط ٨ / ٤٢٧ ، والدر المصون ٦ / ٤٨٨.