العشر الأواخر من رمضان ، شد المئزر ، وأيقظ أهله للتهجد (١).
وعن ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ ويمان والطبريّ : هو العشر الأول من المحرم ؛ لأن آخرها يوم عاشوراء ، ولصومه فضل عظيم (٢).
قوله : (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ).
قرأ الأخوان (٣) : بكسر الواو من : «الوتر».
والباقون : بفتحها ، وهما لغتان ، كالحبر والحبر ، والفتح : لغة قريش ومن والاها ، والكسر: لغة تميم.
وهاتان اللغتان في : «الوتر» ، مقابل : «الشفع» ، فأما في «الوتر» بمعنى : التّرة ، فبالكسر وحده.
قال الزمخشريّ : ونقل الأصمعي فيه اللغتين أيضا.
وقرأ أبو عمرو (٤) في رواية يونس عنه : بفتح الواو وكسر التاء ، فيحتمل أن تكون لغة ثالثة ، وأن يكون نقل كسرة الراء إلى التاء ، إجراء للوصل مجرى الوقف.
فصل في الشفع والوتر
قال ابن الخطيب (٥) : (الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) : هو الذي تسميه العرب : الخساء والركاء ، وتسميه العامة : الزّوج والفرد.
قال يونس : أهل العالية يقولون : «الوتر» بالفتح في العدد ، و «الوتر» بالكسر في الذحل ، وتميم يقولون : بكسر الواو فيهما ، تقول : «أوترت أوتر إيتارا» أي : جعلته وترا ، ومنه قوله صلىاللهعليهوسلم : «من استجمر فليوتر» (٦).
واختلف في الشفع والوتر ، فروى عمران بن حصين ـ رضي الله عنه ـ عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الشّفع والوتر : الصّلاة ، منها شفع ، ومنها وتر» (٧).
قال جابر بن عبد الله : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : (وَالْفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ) قال : «هو الصّبح وعشر النّحر ، والوتر : يوم عرفة ، والشّفع : يوم النّحر» (٨).
__________________
(١) تقدم تخريجه.
(٢) تقدم تخريجه عن ابن عباس.
(٣) ينظر : السبعة ٦٨٣ ، والحجة ٦ / ٤٠٢ ، وإعراب القراءات ٢ / ٤٧٦ وإعراب القراءات ٧٦١.
(٤) ينظر : البحر المحيط ٨ / ٤٦٣ ، والدر المصون ٦ / ٥١٨.
(٥) الفخر الرازي ٣١ / ١٤٨.
(٦) تقدم.
(٧) أخرجه أحمد (٤ / ٤٤٢) والترمذي (٣٣٤٢) والحاكم (٢ / ٥٢٢) والطبري في «تفسيره» (١٢ / ٥٦٣) من طريق قتادة عن عمران بن عصام عن شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين به وقال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة.
(٨) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧ / ١٤٠) وقال : رواه البزار وأحمد ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة وهو ثقة.