سورة «ألم نشرح»
مكية ، وهي ثماني آيات ، وتسع وعشرون كلمة ، ومائة وثلاثة أحرف.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ)(٨)
قوله تعالى : (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) ، الاستفهام إذا دخل على النفي قرره ، فصار المعنى : قد شرحنا ، ولذلك عطف عليه الماضي ، ومثله : (أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ) [الشعراء : ١٨] ، والعامة : على جزم الحاء ب «لم».
وقرأ أبو جعفر (١) المنصور : بفتحها.
فقال الزمخشري (٢) : وقالوا : لعلّه بين الحاء ، وأشبعها في مخرجها فظن السامع أنه فتحها.
وقال ابن عطية (٣) : إن الأصل : «ألم نشرحن» بالنون الخفية ، ثم أبدلها ألفا ثم حذفها تخفيفا كما أنشد أبو زيد : [الرجز]
٥٢٤٥ ـ من أيّ يوميّ من الموت أفر |
|
أيوم لم يقدر أم يوم قدر (٤) |
بفتح راء : «يقدر» وكقوله : [المنسرح]
٥٢٤٦ ـ إضرب عنك الهموم طارقها |
|
ضربك بالسّيف قونس الفرس (٥) |
__________________
(١) ينظر : الكشاف ٤ / ٧٧٠ ، والمحرر الوجيز ٥ / ٤٩٦ ، والبحر المحيط ٨ / ٤٨٣ ، والدر المصون ٦ / ٥٤٠.
(٢) الكشاف ٤ / ٧٧٠.
(٣) المحرر الوجيز ٥ / ٤٩٦.
(٤) تقدم.
(٥) البيت لطرفة بن العبد ينظر ملحق ديوانه ص ١٥٥ ، وخزانة الأدب ١١ / ٤٥ ، والدرر ٥ / ١٧٤ ، وشرح شواهد المغني (٢ / ٩٣٣ ، وشرح المفصل ٦ / ١٠٧ ، واللسان (قنس) ، والمقاصد النحوية ٤ / ٣٣٧ ، ونوادر أبي زيد ص ١٣ ، والإنصاف ٢ / ٥٦٥ ، وجمهرة اللغة ص ٨٥٢ ، ١١٧٦ ، ـ