سورة العلق
مكية ، وهي أول ما نزل من القرآن في قول أبي موسى وعائشة رضي الله عنهما (١). وقيل: أول ما نزل الفاتحة ، ثم سورة العلق ، وهي عشرون آية ، واثنتان وسبعون كلمة ، ومائتان وسبعون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ)(٥)
قوله تعالى : (اقْرَأْ) ، العامة : على سكون الهمزة ، أمر من القراءة ، وقرأ عاصم (٢) في رواية الأعشى : براء مفتوحة ، وكأنه قلب تلك الهمزة ألفا ، كقولهم : قرأ ، يقرأ ، نحو : سعى ، يسعى ، فلما أمر منه ، قيل : «اقر» بحذف الألف قياسا على حذفها من «اسع».
وهذا على حد قول زهير : [الطويل]
٥٢٥٣ ـ .......... |
|
وإلّا يبد بالظّلم يظلم (٣) |
وقد تقدم تحرير هذا.
قوله : (بِاسْمِ رَبِّكَ) ، يجوز فيه أوجه :
أحدها : أن تكون الباء للحال ، أي : اقرأ مفتتحا باسم ربّك قل : بسم الله الرحمن الرحيم ثم اقرأ ، قاله الزمخشريّ (٤).
__________________
(١) أخرجه الحاكم (٢ / ٥٢٩) من طريق الزهري عن عائشة وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي ، والطبراني كما في «مجمع الزوائد» (٧ / ١٤٢) عن أبي موسى ، وقال الهيثمي : ورجاله رجال الصحيح. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٢٣) وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن الضريس وابن الأنباري في «المصاحف». وابن مردويه وأبي نعيم في «الحلية». وأخرجه الحاكم (٢ / ٥٢٨) ، والطبري في «تفسيره» (١٢ / ٦٤٥) من حديث عائشة ، وقال الحاكم : صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٢٣) وزاد نسبته إلى ابن مردويه والبيهقي في «الدلائل».
(٢) ينظر : البحر المحيط (٨ / ٤٨٨) ، والدر المصون (٦ / ٥٤٥).
(٣) تقدم.
(٤) الكشاف (٤ / ٧٧٥).