سورة القدر
مكية في قول أكثر المفسرين ذكره الثعلبي.
وحكي الماوردي عكسه.
وذكر الواقدي : أنها أول سورة نزلت ب «المدينة» ، وهي خمس آيات ، وثلاثون كلمة ، ومائة واثنا عشر حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (٥)
قوله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) ، أي : القرآن ، أضمر للعلم به (فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) يجوز أن يكون ظرفا للإنزال ، والقرآن كله كالسورة الواحدة ، وقال تعالى : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة : ١٨٥] ، وقال : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ) [الدخان : ٣٠] يريد : ليلة القدر.
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ : نزل به جبريل ـ عليهالسلام ـ جملة (١) واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا إلى بيت العزة ، وأملاه جبريل على السفرة ، ثم كان جبريل ينزله على النبي صلىاللهعليهوسلم منجما ، وكان بين أوله وآخره ثلاث وعشرون سنة (٢).
حكى الماوردي عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : نزل القرآن في شهر رمضان ، وفي ليلة القدر ، وفي ليلة مباركة ، جملة واحدة من عند الله ، من اللوح
__________________
(١) في أ : دفعة.
(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٦٥١) ، عن ابن عباس وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٢٨) ، وزاد نسبته إلى ابن الضريس وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في «الدلائل».