سورة العصر
مكية ، وروى ابن عباس وقتادة : أنها مدنية (١) ، وهي ثلاث آيات. [وأربع عشرة كلمة وستون حرفا](٢).
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣)
قوله تعالى : (وَالْعَصْرِ). قرأ العامة : بسكون الصاد ، وسلام : «والعصر» بكسرها ، و «الصّبر» بكسر الباء.
قال ابن عطية (٣) : «وهذا لا يجوز ، إلا في الوقف على نقل الحركة».
وروي (٤) عن أبي عمرو : «بالصبر» بسكون الباء إشماما ، وهذا أيضا لا يجوز إلا في الوقف انتهى.
ونقل هذه القراءة جماعة كالهذلي ، وأبي الفضل الرازي ، وابن خالويه.
قال الهذلي : «والعصر ، والصبر ، والفجر ، والوتر ، بكسر ما قبل الساكن في هذه كلها : هارون ، وابن موسى عن أبي عمرو ، والباقون : بالإسكان ، كالجماعة» انتهى.
فهذا إطلاق منه لهذه القراءة في حالتي الوقف والوصل.
قال ابن خالويه : (وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) بنقل الحركة عن أبي عمرو.
قال ابن خالويه [وقال صاحب «اللوامح» : وعيسى البصرة :](٥) «بالصبر» بنقل حركة الراء إلى الباء ، لئلا يحتاج أن يأتي ببعض الحركة في الوقف ، ولا إلى أن يسكن ،
__________________
(١) ينظر تفسير الماوردي (٦ / ٣٣٣).
(٢) سقط من : ب.
(٣) ينظر : البحر المحيط ٨ / ٥٠٧ ، والدر المصون ٦ / ٥٦٧.
(٤) المحرر الوجيز ٥ / ٥٢٠.
(٥) ينظر : الحجة ٦ / ٤٣٨ ، وإعراب القراءات ٢ / ٥٢٦ ، والمحرر الوجيز ٥ / ٥٢٠.