قوله : (يَحْسَبُ) ، يجوز أن يكون مستأنفا ، وأن يكون حالا من فاعل «جمع» ، و «أخلده» بمعنى : «يخلده» وأوقع الماضي موقع المضارع.
وقيل : هو على الأصل ، أي : أطال عمره.
قال السديّ : «يظن أن ماله أخلده ، أي : يبقيه حيا لا يموت» (١).
وقال عكرمة : أي : يزيد في عمره (٢) وقيل : أحياه فيما مضى.
وهو ماض بمعنى المستقبل ، وقالوا : هلك والله فلان ، ودخل النار. أي : يدخل النار.
قوله تعالى : (كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (٤) وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ (٥) نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ (٦) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ (٧) إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ (٨) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ)(٩)
قوله : (كَلَّا) ، رد لما توهمه الكفار ، أي : لا يخلد ولا يبقى له مال.
وقيل : حقا لينبذن.
قوله : (لَيُنْبَذَنَّ) ، جواب قسم مقدر ، وقرأ علي والحسن ـ رضي الله عنهما ـ بخلاف عنه ، ومحمد بن كعب ، ونصر بن عاصم ، وحميد ، وابن محيصن ، وأبو عمرو في رواية(٣): «لينبذانّ» بألف التثنية ، لينبذان أي : هو وماله.
وعن الحسن أيضا (٤) : «لينبذنّ» بضم الذال ، وهو مسند لضمير الجماعة ، أي : ليطرحن الهمزة ، وأنصاره واللمزة ، والمال ، وجامعه معا.
وقرأ الحسن (٥) أيضا : «لينبذنّه» على معنى لينبذن ماله.
وعنه أيضا : بالنون «لننبذنّه» على إخبار الله ـ تعالى ـ عن نفسه ، وأنه ينبذ صاحب المال. (فِي الْحُطَمَةِ) وهي نار الله ، سميت بذلك ؛ لأنها تكسر كل ما يلقى فيها وتحطمه ، وتهشمه ، والحطمة : الكثير الحطم ، يقال : رجل حطمة : أي أكول ، وحطمته : كسرته ، قال : [الرجز]
__________________
(١) ذكره القرطبي (٢٠ / ١٢٧) ، وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٧٠) ، عنه بمعناه وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) ينظر : إعراب القراءات ٢ / ٥٣٠ ، والمحرر الوجيز ٥ / ٥٢٢ ، والبحر المحيط ٨ / ٥١٠ ، والدر المصون ٦ / ٥٦٩.
(٤) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٥٢٢ ، والبحر المحيط ٨ / ٥١٠ ، والدر المصون ٦ / ٥٦٩.
(٥) ينظر : السابق.