سورة الفيل
مكية ، وهي خمس آيات ، وعشرون كلمة ، وستة وتسعون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (١) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (٢) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (٣) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (٤) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)(٥)
قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ) ، هذه قراءة الجمهور ، أعني : فتح الراء وحذف الألف للجزم.
وقرأ السلمي (١) : «تر» بسكون الراء ، كأنه لم يعتمد بحذف الألف.
وقرأ أيضا (٢) : «ترأ» بسكون الراء وهمزة مفتوحة ، وهو الأصل ، و «كيف» معلقة للرؤية ، وهي منصوبة بفعل بعدها ، لأن (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ) من معنى الاستفهام.
فصل في معنى الآية
المعنى : ألم تخبر.
وقيل : ألم تعلم.
وقال ابن عباس : ألم تسمع (٣)؟ واللفظ استفهام والمعنى تقرير ، والخطاب للرسول صلىاللهعليهوسلم ولكنه عام ، أي : ألم تروا ما فعلت بأصحاب الفيل؟ أي : قد رأيتم ذلك ، وعرفتم موضع منتي عليكم ، فما لكم لا تؤمنون؟.
فصل في لفظ «الفيل»
الفيل معروف ، والجمع : أفيال ، وفيول ، وفيلة.
قال ابن السكيت : ولا يقال : «أفيلة» والأنثى فيلة ، وصاحبه : فيال.
__________________
(١) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٥٢٣ ، والبحر المحيط ٨ / ٥١٢.
(٢) ينظر : السابق ، والدر المصون ٦ / ٥٧١.
(٣) ذكره القرطبي في «تفسيره» (٢٠ / ١٣٤).