سورة الكوثر
مكية ، في قول ابن عبّاس ، والكلبي ، ومقاتل ، ومدنيّة في قول الحسن ، وعكرمة ، ومجاهد ، وقتادة (١) ، وهي ثلاث آيات ، وعشر كلمات ، واثنان وأربعون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)(٣)
قوله : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، قرأ الحسن وابن محيصن ، وطلحة ، والزعفراني (٢) : «أنطيناك» بالنون. قال الرازي ، والتبريزي : أبدل من العين نونا.
فإن عنينا البدل الصناعي فليس بمسلّم ، لأن كل مادة مستقلة بنفسها ، بدليل كمال تصريفها ، وإن عنينا بالبدل : أن هذه وقعت موقع هذه لغة ، فقريب ، ولا شكّ أنها لغة ثابتة.
قال التبريزي : هي لغة العرب العاربة من أولى قريش.
وفي الحديث : «اليد العليا المنطية ، واليد السّفلى المنطاة» (٣).
وقال الشاعر وهو الأعشى : [المتقارب]
٥٣٢٤ ـ جيادك خير جياد الملوك |
|
تصان الجلال وتنطى الحلولا (٤) |
قال القرطبي (٥) : «وروته أم سلمة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قراءة ، وهي لغة في العطاء أنطيته : أعطيته».
__________________
(١) ذكر السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٦٨٦) ، عن ابن عباس وابن الزبير وعائشة أنها مكية وعزاه إلى ابن مردويه.
(٢) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٥٢٩ ، والبحر المحيط ٨ / ٥٢٠ ، والدر المصون ٦ / ٥٧٧.
(٣) ينظر جامع المسانيد (٢ / ٥٩٨).
(٤) ينظر الديوان ص ٨٨ ، واللسان (جلل) ، والبحر ٨ / ٥٢٠ ، والدر المصون ٦ / ٥٧٧.
(٥) ينظر : الجامع لأحكام القرآن ٢٠ / ١٤٧.