سورة الناس
مكية ، وهي ست آيات ، وعشرون كلمة ، وتسعة وتسعون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (١) مَلِكِ النَّاسِ (٢) إِلهِ النَّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ)(٦)
قوله تعالى : (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ). قرىء (١) : «قل عوذ» بحذف الهمزة ، ونقل حركتها إلى اللام ، ونظيره : (فَخُذْ أَرْبَعَةً) [البقرة : ٢٦٠].
وأجمع القراء على تلك الإمالة في «النّاس» إذا كان في موضع الخفض.
ومعنى «ربّ الناس» مالكهم ، ومصلح أمورهم ، وإنما ذكر أنه «ربّ الناس» ، وإن كان ربا لجميع الخلق لأمرين :
أحدهما : لأن الناس معظمون ، فأعلم بذكرهم أنه ربّ لهم وإن عظموا.
والثاني : لأنه أمر بالاستعاذة من شرّهم ، فأعلم بذكرهم أنه هو الذي يعيذ منهم ، وإنما قال: (مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ) لأن في الناس ملوكا فذكر أنه ملكهم ، وفي الناس من يعبد غيره ، فذكر أنه إلههم ، ومعبودهم ، وأنه الذي يجب أن يستعاذ به ، ويلجأ إليه دون الملوك ، والعظماء.
قوله : (مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ). يجوز أن يكونا وصفين ل «ربّ الناس» وأن يكونا بدلين ، وأن يكونا عطف بيان.
قال الزمخشريّ (٢) : فإن قلت : «ملك الناس ، إله الناس»؟ ما هما من «رب الناس»؟
قلت : هما عطف بيان ، كقولك : سيرة أبي حفص عمر الفاروق ، بين ب (مَلِكِ النَّاسِ) ثم زيد بيانا ب (إِلهِ النَّاسِ) ؛ لأنه قد يقال لغيره : «رب النّاس» ، كقوله : (اتَّخَذُوا
__________________
(١) ينظر الكشاف ٤ / ٨٢٣ ، والفخر الرازي ٣٢ / ١٨١.
(٢) الكشاف ٤ / ٨٢٣.