سورة النبأ
مكية ، وهي أربعون أو إحدى وأربعون آية ، ومائة وثلاثة وسبعون كلمة ، وسبعمائة وسبعون حرفا.
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ)(٣)
قوله تعالى : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) قد تقدم أن البزي يدخل هاء (١) السكت عوضا من ألف «ما» الاستفهامية في الوقف.
ونقل عن ابن كثير (٢) أنه يقرأ «عمه» ـ بالهاء ـ وصلا ، أجرى الوصل مجرى الوقف.
وقرأ عبد الله ، وأبي ، وعكرمة وعيسى (٣) : «عمّا» بإثبات الألف ، وقد تقدم أنه يجوز ضرورة وفي قليل من الكلام ؛ ومنه قوله : [الوافر]
٥٠٦٧ ـ على ما قام يشتمني لئيم |
|
كخنزير تمرّغ في رماد (٤) |
وتقدم أن الزمخشري جعل منه (بِما غَفَرَ لِي رَبِّي) [يس : ٢٧] في «يس» ، و «عم» فيه قولان :
أظهرهما (٥) : أنه متعلق ب «يتساءلون».
قال أبو إسحاق : الكلام تام في قوله : (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) ، ثم كان مقتضى القول أن يجيب مجيب ، فيقول : يتساءلون عن النبأ العظيم فاقتضى إيجاز القرآن ، وبلاغته أن يبادر المحتجّ بالجواب الذي يقتضيه الحال والمجاورة اقتضاء بالحجة ، وإسراعا إلى موضع قطعهم.
__________________
(١) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٤٢٣ ، والبحر المحيط ٨ / ٤٠٢ ، والدر المصون ٦ / ٤٦١.
(٢) ينظر : السابق ، والكشاف ٤ / ٦٨٤.
(٣) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٤٢٣ ، والبحر المحيط ٨ / ٤٠٢ ، والدر المصون ٦ / ٤٦١.
(٤) تقدم.
(٥) في أ : أحدهما.