من ولد علي وفاطمة مقيدون عليهم الشعور والذوائب.
فقال لي : ان أميرالمؤمنين يأمرك أن تقتل هؤلاء أيضا ، فجعل يخرج الي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه ، فيرمي به في تلك البئر ، حتي أتيت علي تسعة عشر نفسا منهم ، وبقي شيخ منهم عليه شعر ، فقال لي : تبا لك يا مشوم!! أي عذر لك يوم القيامة اذا قدمت علي جدنا رسول الله (صلي الله عليه وآله) وقد قتلت من أولاده ستين نفسا قد ولدهم علي وفاطمة؟؟
فارتعشت يدي وارتعدت فرائصي ، فنظر الي الخادم مغصبا وزبرني ، فأتيت علي ذلك الشيخ أيضا فتقلته ، ورمي به في تلك البئر.
فاذا كان فعلي هذا ، وقد قتلت ستين نفسا من ولد رسول الله (صلي الله عليه وآله) فما ينفعني صومي وصلاتي ، وأنا لا أشك أني مخلد في النار» (١).
ان أمثال هذه المظالم الكبري هي التي استنت للطغاة والجبابرة اللاحقين حتي القرن الحادي والعشرين : أساليب البطش والفتك ومعالم الارهاب الدموي والقتل الجماعي ، فاذا كان من يسمي بأميرالمؤمنين!! هذا صنعه ووكده ، فما بال هؤلاء الطواغيت الصغار ، وهم لا يوصفون بأكثر من كونهم حكاما دكتاتوريين ليس غير ، علي أن بعضهم قد زاد علي الرشيد أضعافا مضاعفة بوسيلة وأخري حماية للحكم الهزيل.
أما تعقب هارون الرشيد للامام موسي بن جعفر (عليهالسلام) فهو من أبشع مظاهر الأجرام في تأريخ الانسانية نظرا لمكانة الامام الدينية والقيادية واتصاله (صفحه ١٦٩) برسول الله (صلي الله عليه وآله) نسبا وسببا ، وكونه الرافد الذي لا ينضب لموارد الشريعة الغراء.
لقد عزل الرشيد الامام عن شيعته ، ومنعه من ممارسة طقوسة الايجابية ، ورصد عليه حياته وأنفاسه ، واستطال عليه بالسلطان ، وغيبه في ظلمات
__________________
(١) الصدوق / عيون أخبار الرضا ١ / ١٠٨ ، البحار ٤٨ / ١٧٦ ـ ١٧٨.