الامام يوصي بأمواله ويوقف أراضيه
وشعر الامام (عليهالسلام) بدنو أجله ونهاية أيامه واخترام عمره الشريف ف «لكل أجل كتاب» ولكل بداية نهاية ، ولأنه يتعايش مع الخطر المحدق به ليل نهار ، يصبح الوحدة القاتلة في سجنه ، ويمسي الغربة الموحشة في ليله.
وكان هذا الشعور من الامام يمثل انقداحا روحيا في لمح الغيب القريب ، فأعد لذلك عدته في وصية كثبية ، أشهد عليها الأعيان من أهل بيته وأصحابه ، وكانت هذه الوصية نموذجا فريدا لما ينبغي علي المسلم لدي احساسه بالموت.
أشهد الامام الشهود ، وأشهد نفسه :
«أنه يشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الساعة آيتة لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور ، وأن البعث بعد الموت حق ، وأن الحساب والقصاص حق ، وأن الوقوف بين يدي الله عزوجل حق ، وأن ما جاء به محمد (صلي الله عليه وآله) حق ، وأن ما نزل به الروح الأمين حق ، علي ذلك أحيا ، وعليه أموت ، وعليه أبعث ان شاء الله ، أشهدهم أن هذه وصيتي بخطي ... وأوصيت بها الي «علي» ابني ، وبني بعده