والتدليل على ما ذكرناه هنا سيأتي بتوسع فيما بعد إن شاء الله.
إن الآيات (٢١٠ ، ٢١١ ، ٢١٢ ، ٢١٣) من سورة البقرة آتية بعد قوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ) (مُبِينٌ* فَإِنْ زَلَلْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْكُمُ الْبَيِّناتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.)
وإذن فهي آتية في حيّز الدعوة إلى الدخول في الإسلام كله ، وترك اتباع خطوات الشيطان ، ولذلك فإن السور الأربع التي جاءت تفصّل الآيات الأربع قد عمّقت معنى الدخول في الإسلام كله وترك اتباع ـ خطوات الشيطان ـ كما سنرى ـ وبما أن سورة الحجر كانت مقدمة لهذه السور الأربع فإنها ذكرت مثل هذا المعنى فقالت (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ* الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ) أي أقساما ، قبلوا قسما وردوا قسما ، فسورة الحجر والسور الأربعة بعدها تشكل كلا متكاملا ضمن قسمها وهذا سيتضح معنا بشكل أكمل عندما نستعرض سور المجموعة كلها.