وقال أيضا : فهكذا تصلون أنتم ، أبونا الذي في السموات ليتقدس اسمك.
وقال أيضا : فإن غفرتم للناس خطياكم ، غفر لكم أبوكم السماوي ، وإن لم تغفروا للناس خطياهم ، فلا أبوكم يغفر لكم خطياكم.
وقال : إذا صمتم فلا تكونوا كالمرابين ، لأنهم يعبسون وجوههم. وأنت اغسل وجهك.
وقال أيضا : وصيات ، ولئلا يظهر للناس صيامكم ، لكن لأبيك الذي في السر.
وأبوك الذي يرى السر يجازيك علانية.
الفصل الثاني عشر :
قال : انظروا إلى طيور السماء ، وأبوكم السمائي يقوتها.
الفصل الثامن والعشرون :
قال : عصفران يباعان بفلس وواحد منهما لا يسقط على الأرض إلا بإرادة أبيكم. وأنتم ، فشعور رؤوسكم كلها محصاة ، فلا تخافوا ، فإنكم أفضل من عصافير كثيرة. كل من يعرفني قدام الناس أعترف أنا به قدام أبي الذي في السماء ، انتهى. قال بأن في ستة عشر موضعا مما كتبنا من الإنجيل أن سيدنا عيسى عليهالسلام لم يختص باسمه ابن الله من دون الناس ، لأنه كان مخلوقا مثلهم من غير أن يكون له أب ، كما كانت أمنا حوى من غير أن يكون لها أم. ثم أخذ الراهب في ذكر سيدنا عيسى عليهالسلام ، يقول فيه إنه إله ، وابن الله حقيقة ـ تعالى عن قوله ـ. وجئت إلى الدار وتلك الليلة قيل لي في النوم : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْواهِهِمْ)(٢٠٤). وقفت بهذه الكلمة. وفهمت أن القول كان على ما قال (٢٠٥) الراهب في ذلك اليوم من ألوهية سيدنا عيسى. وانظر ما في الآية الكريمة ، قال تعالى في أول سورة الكهف (وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قالُوا اتَّخَذَ اللهُ وَلَداً ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبائِهِمْ ، كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ
__________________
(٢٠٤) سورة الكهف ، الآية ٥.
(٢٠٥) يبدأ هنا سقط كبير في «ب» يمتد إلى حوالي ١٤ ورقة.