رجع جبلا عظيما حتى غمر وملأ جميع الأرض. وهذا هو الحلم والرؤيا.
وأما تفسيره ، نذكره أيضا بحضرة السلطان.
«أنت يا سلطان أنت سلطان سلاطين ، لأن إله السماء أعطاك القدرة والقوة والعظمة ، وكل ما عمر أبناء الرجال ، ودواب الفحص ، وطيور الهواء ، وضعه في يدك. وجعلك أميرا على جميعه. وأنت هو ذلك الرأس من ذهب ، وبعدك تقوم سلطنة أخرى أقل وأصغر منك فالصدر من فضة ، وسلطنة ثالثة من معدن ، وتتحكم على جميع الأرض ، والسلطنة الرابعة تكون قوية مثل الحديد ، وكما أن الحديد يغلب ويقهر جميع الأشياء ويكسرها فالذهب والفضة يكسره ، ويدقه. وأما ما رأيت أن القدمين والأصابع بعضها فخارا ، وبعضها حديد ، فالسلطنة تنقسم : قسم قوي وقسم ضعيف. وأما امتزاج الحديد مع سقف الفخار ، فيتزوجون ويمتزجون الزريعة الأدمية ، ولكن ما تلتصق بعضها مع بعض ولكن في أيام في أيام هذا السلاطين المتأخرين الذين لا يمتزجون لتكون سلطنة قروية. الإله السماء يقيم سلطنة لا تنكسر ولا تفنى أبدا ، وهذه السلطنة لا تترك لغيرها من البلاد ، وهي التي تهرس وتفني جميع هذه السلطانات ، وهي تدوم وتبقى إلى الأبد كما رأيت أن من الجبل قطع الحجر بغير يدين ، وهرس الحديد والمعادن والفخار والفضة والذهب. الإله العظيم أظهر للسلطان ماذا يكون في المال والحلم حق وتعبير صدق. حينئذ السلطان بخت نصر وقع على وجهه وركع إلى دانيال ، وأمره بإعطائه هدايا وتباخر. وكلم السلطان إلى دانيال ، وقال الصحيح أن إلهك هو إله إلهات ، ورب السلاطين مظهر العجائب والمعجزات ، حيث قدرت تبيني بهذه المعجزة. قال دانيال : لأني لا أعبد أصناما مصنوعة باليدين ولكن أعبد الإله الحي الذي خلق السموات والأرض ، وله أمر على كل لحم» ؛ انتهى ما ترجمناه من التوراية.
قال سيدي أحمد زرّق (١٢٢) ـ نفع الله به ـ في هذا المعنى : فانظر هذا التصريح
__________________
(١٢٢) يقصد أحمد زروق.
انظر ترجمته عند شمس الدين السخاوي ، الضوء اللامع ، ١ : ٢٢٢ ، وم. بن عسكر ، دوحة ، ص. ٤٨ ـ ٥١ رقم ٣٣ ؛ وابن القاضي ، درة ، ١ : ٩٠ ـ ٩١ رقم ١٢٦ ؛ وأ. بابا ، نيل ، ٨٤ ؛ و. م ، بن مريم ، البستان ، ٤٥ ـ ٥٠.