فأما قوله تعالى : (فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ) (١) ، فقيل : هو من هذا الباب ، لقوله : (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) (٢) ، فعبّر عن التثنية بالجمع.
ومعنى (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) ، قيل : المشرقان : الشتاء والصيف ، وكذا المغربان (٣). عن ابن عباس.
وقيل : مشرق الشمس والفجر ، ومغرب الشمس والشّفق.
قوله : يا ليت بينى وبينك بعد المشرقين. قيل : معناه : بعد المشرق والمغرب. فهذا كالقمرين والعمرين.
وقيل : مشرق الشّتاء والصيف.
وأما قوله تعالى : (وَإِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) (٤). وهم لم يدّعوا إلهية مريم كما ادعوا إلهية المسيح ، فيما يزعمون ، فإن ذلك يجىء على :
لنا قمراها والنّجوم الطوالع (٥)
والعجّاجان ، لرؤبة والعجّاج ؛ والأسودان ، للماء والتمر ، أطلق على أحدهما اسم الآخر ، وإن لم يكن ذلك اسما له.
واعلم أنه قد جاءت التثنية يراد بها الكثرة والجمع ، كما جاء الجمع يراد به التثنية. قال الله تعالى : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ) (٦)
__________________
(١) المعارج : ٤٠.
(٢) الرحمن : ١٧.
(٣) يريد : مشرقي الشتاء والصيف ومغربيهما.
(٤) المائدة : ١١٦.
(٥) عجز بيت للفرزدق ، صدره : أخذنا بآفاق السماء عليكم
(٦) المائدة : ٦٤.